قصص

نشر في : 19-05-2024

حدثت في : 2024-05-20 13:27:35

بتوقيت ابوظبي

مصطفى شعبان

يشير مصطلح الخسائر والأضرار (Loss and damage) إلى الدمار الذي سببته أزمة المناخ عندما لم تكن جهود التخفيف والتكيف كافية، كما يوضح مركز أبحاث السياسات "تشاتام هاوس".

ويمكن أن تؤثر الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر وغيرها من أحداث تغير المناخ على البنية التحتية المادية، مثل المباني.

كما يمكن أن يسبب تغير المناخ أيضًا خسائر وأضرارًا في أساليب الحياة والصحة والتراث الثقافي وغيرها من النظم البشرية والطبيعية، كما توضح "اليونيسف" في سرديتها المناخية للشباب.

ويمكن أن تحدث الخسائر والأضرار في النظم البشرية (مثل سبل كسب العيش)، فضلاً عن النظم الطبيعية (مثل التنوع البيولوجي).

وفي نطاق الخسائر والأضرار التي تلحق بالنظم البشرية، يميز بين الخسائر الاقتصادية والخسائر غير الاقتصادية. والفرق الرئيسي بين الاثنين هو أن الخسائر غير الاقتصادية تنطوي على أشياء لا تتداول عادة في الأسواق.

وفي السياسة الدولية، بما في ذلك قمة المناخ COP28، التي استضافتها دولة الإمارات نهاية العام الماضي تركز الخسائر والأضرار على مساعدة البلدان النامية المعرضة بشكل خاص لتغير المناخ.

 

 

صندوق الخسائر والأضرار

 

يعد تأسيس صندوق الخسائر والأضرار لأول مرة من أهم المنجزات التي انبثقت عن عن قمة المناخ cop28 التاريخية، كآلية مالية دولية لمواجهة آثار تغير المناخ.

وفي اجتماعه الأول أوائل مايو/آيار الجاري تركزت مناقشات مجلس إدارة الصندوق المكون من 26 عضوًا، على الخطوات الإدارية اللازمة لبدء الصندوق وتشغيله، حتى يمكن صرف الأموال في أسرع وقت ممكن للأشخاص المتضررين من الكوارث.

ومن المقرر أن يختار مجلس إدارة أقل عدد من التأثيرات التي تلحقها الدولة المضيفة له في شهر يوليو/تموز، حيث يقوم بتسريع دائما إلى المتطوعين يبادر من المبادرة مباشرة إلى الضرائب وجهودها من التأثيرات التي لا يمكن تجنبها لتغير المناخ.

وأصبحت تلك الآلية المالية لمواجهة آثار تغير المناخ ملحة وضرورة، مع ارتفاع الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأعاصير والعواصف والفيضانات والحرائق، اتجاها متكررا، يتصاعد كل عام.

وتم تصميم هذه الآلية المالية، التي أطلق عليها اسم "صندوق الخسائر والأضرار"، لتوفير الدعم الحاسم للدول الضعيفة التي تواجه وطأة التحديات المتعلقة بالمناخ. لتسهيل تنفيذ الصندوق وآليات تمويل المناخ ذات الصلة.

وفي أعقاب الإعلان عن الصندوق، تعهدت العديد من البلدان المتقدمة بتقديم أكثر من 420 مليون دولار من المساهمات الطوعية في المؤتمر، وبلغ مجموع الالتزامات الفعلية 661 مليون دولار.

ومن المتوقع الإعلان عن المزيد من الالتزامات المالية الطوعية من فرادى البلدان والقطاع الخاص والمنظمات الخيرية في المستقبل.

 

حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ في روسيا البيضاء

 

 

أهمية المواجهة

 

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه في عام 2023، توفي ما لا يقل عن 12 ألف شخص على مستوى العالم بسبب الفيضانات وحرائق الغابات والأعاصير والعواصف والانهيارات الأرضية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 30% مقارنة بالأرقام المسجلة في عام 2022.

والبلدان النامية هي الأكثر عرضة للخطر في القائمة وتتحمل عبئا غير متناسب من حيث التعرض للآثار السلبية لتغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع منسوب مياه البحر والظواهر الجوية المتطرفة.

ووفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن عدد ضحايا الكوارث الطبيعية في البلدان النامية يزيد بمقدار 15 مرة عن عدد ضحايا الكوارث الطبيعية في البلدان المتقدمة.

وفي مواجهة الأعباء المالية الكبيرة المرتبطة بالتعافي بعد الكوارث، تسعى العديد من البلدان النامية إلى الحصول على مزيد من الدعم للتغلب على آثار تغير المناخ.

ووفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن الدول النامية سوف تحتاج إلى التزام مالي سنوي يتراوح بين 215 مليار دولار إلى 387 مليار دولار على مدار هذا العقد من أجل التصدي بفعالية لآثار ظاهرة الاحتباس الحراري والتخفيف من آثارها.