قصص

نشر في : 05-10-2024

حدثت في : 2024-10-05 22:49:12

بتوقيت ابوظبي

فريق نداء الأرض

لا يوجد مكان في الاتحاد الأوروبي يعتمد على الزراعة مثل رومانيا، حيث يعمل أعلى نسبة من سكان البلاد في الزراعة، ولديها مزارع أكثر من أي مكان آخر في أوروبا.

كذلك، تعد رومانيا واحدة من أكبر مصدري الذرة في القارة، إلى جانب كونها موردًا رئيسيًا لعباد الشمس وفول الصويا.

وتتعرض الحكومة في بوخارست الآن لضغوط متزايدة للتحرك وإنقاذ المحاصيل المستقبلية من التأثير المدمر لتغير المناخ، بعد أن تحولت الحرارة القياسية إلى فيضانات مفاجئة مميتة في غضون أيام في الشهر الماضي، وأصبحت أنماط الطقس المتقلبة هذه هي القاعدة في السنوات الأخيرة.

تفاقم مشكلة التصحر

ومع تفاقم مشكلة التصحر، يتوصل المسؤولون على المستوى الوطني والمحلي إلى مجموعة من المشروعات لإيصال المياه إلى الأراضي الجافة ضمن مكافحة البلاد لأن تبقى "أمة المزارعين" في القارة العجوز.

 أحد هذه المشروعات بحسب ما أفادت "بلومبرغ"، هو إحياء قنوات الري التي يبلغ عمرها عقودًا من الزمان، بعضها لم يكتمل قط، وبعضها الآخر ترك للتعفن، ومشروع آخر هو استخدام المياه المستصلحة من أنظمة الصرف الصحي.

رغم ذلك تبقى المشكلة، كما هي الحال دائما، في تمويل هذه المشروعات الانقاذية وافتقار الحكومة للمال اللازم.

فوفقا للحكومة، التي تعاني ميزانيتها بالفعل من ضغوط، فإن القناة المائية الجديدة في رومانيا، والتي تم التخلي عن بنائها منذ نهاية الشيوعية، سيتكلف إحياؤها وحدها 5.5 مليار يورو (6.1 مليار دولار).

وكان المسؤولون يطلبون من الاتحاد الأوروبي المال اللازم لتمويل مشروعات إنقاذ الزراعة، كما كانوا في الولايات المتحدة يحاولون حشد الاهتمام بالاستثمار في الري.

كفاح للبقاء

ومع تحذير خبراء المناخ من أن هذه ليست سوى البداية، يحتاج المزارعون في رومانيا إلى الاستعداد لتغييرات جذرية في أنشطتهم إذا كانوا يريدون البقاء والحفاظ على مكانتهم في سلسلة الأمن الغذائي في أوروبا.

ومن المقرر الآن أن يبدأ العمل على استكمال القناة في الربع الأول من عام 2025.

وفي جنوب رومانيا، يشير حلول فصل الخريف إلى نهاية حصاد الذرة وعباد الشمس.

وفي تقرير لموقع "بلقان إنسايت"، تم تسليط الضوء على تجربة مزارع يدعى غابرييل براي في رومانيا، الذي يحصد عادة ما بين سبعة وعشرة أطنان من الذرة لكل هكتار، لكن هذا العام كان مختلفًا بشكل كبير.

وفي مقاطعة بوزاو، يتحدث المشهد الكئيب للمحاصيل المتقزمة والجافة عن نفسه بسبب ظاهرة التصحر التي تسببت بها تقلبات تغير المناخ.

حيث أدت أسابيع من الحرارة الشديدة وقلة الأمطار إلى إتلاف أكثر من 90% من محصول الذرة و70% من محصول عباد الشمس في بعض المناطق.

تجربة براي

وسيرا على خطى والديه، اللذين عملا أيضًا في الزراعة، أنشأ براي وزوجته مادالينا مزرعتهما قبل سبع سنوات، على مساحة 700 هكتار من الذرة وعباد الشمس والقمح وبذور اللفت.

وكشف براي، أنه من بين 300 هكتار من الذرة التي زرعها، كانت الخسارة غالبة على الإنتاج عند الحصاد، بظهور البراعم متقزمة، بفعل موجة الحر التي بدأت في يونيو/حزيران، وأدت إلى إبطاء عملية التلقيح وجفاف التربة.

ولم تنتج المحاصيل سوى سيقان قليلة، وثمار متقزمة، وحصاد مثل هذه الكمية الصغيرة من شأنه أن يكلف براي أكثر مما قد يتوقعه من بيعها.

وقال براي: "أشعر برغبة في البكاء، لمدة ثلاثة أشهر، كانت درجات الحرارة تصل إلى 41 و42 درجة كل يوم".

ولقد تضررت جنوب رومانيا بالجفاف لمدة أربع سنوات من السنوات الخمس الماضية، لكن المزارعين يقولون إن هذا العام كان الأسوأ.

والذرة -التي كانت لفترة طويلة واحدة من أكثر نباتات الحبوب المزروعة في المنطقة- هي الأكثر تضررًا، نظرًا إلى حساسيتها لنقص المياه.

ويدفع تغير المناخ المزارعين إلى خفض إنتاج الذرة وزيادة إنتاج المحاصيل الأخرى الأكثر مقاومة للجفاف مثل عباد الشمس.

التكيف 

وفقًا لمرصد التعقيدات الاقتصادية، وهي منصة لتصور وتوزيع البيانات التجارية الدولية عبر الإنترنت، كانت رومانيا في عام 2022 سادس أكبر مصدر للذرة في العالم، إذ تبلغ قيمة خبرة زراعة الذرة لديها 1.7 مليار يورو، كما كانت ثاني أكبر مصدر لبذور عباد الشمس في العالم.

وتعد البلاد واحدة من أكبر مصدري الحبوب في الاتحاد الأوروبي، وتمثل الزراعة نحو 5% من الناتج الاقتصادي للبلاد، وتوظف نحو 30% من السكان.