اتضح أنّ استجابة العوالق النباتية للحرارة المرتفعة تختلف حسب موقعها في المياه.

يُقدر عمر الطحالب أو العوالق النباتية على سطح الأرض منذ 400 مليون سنة مضت تقريبًا، وهي ليست فقط مفتاحًا مهمًا للسجل الجيولوجي للأرض، بل هي أيضًا من أهم الكائنات الحية التي أسهمت في بث الحياة على سطح الأرض وهي أساس الشبكة الغذائية؛ فهي مسؤولة عن إنتاج نحو 70% من إجمالي الأكسجين على سطح الأرض، كما أنها تلعب دورًا محوريًا في إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي في أثناء قيامها بعملية البناء الضوئي. لذلك؛ فدراسة تأثيرات التغيرات المناخية عليها أمر مهم؛ يسعى العلماء إلى تعزيزه طوال الوقت. 

وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة إكسترا في المملكة المتحدة دراسة حول مدى تأثر العوالق النباتية (طحالب) بارتفاع درجات الحرارة في مياه المحيط. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية "نيتشر كلايمت تشانج" (Nature Climate Change) في 25 سبتمبر/أيلول 2024. 

تحديات وحلها

هناك اعتماد كبير على الأقمار الاصطناعية لدراسة حالة العوالق النباتية في المياه السطحية، لكن كانت هناك حاجة ملحة إلى دراسة مدى تأثير التغيرات المناخية والبيئية عمومًا على العوالق النباتية في المياه العميقة. استطاع الباحثون تحقيق ذلك عبر بيانات لـ33 عامًا من (BATS)، لبحر سارجاسو، وهو عبارة عن منطقة في وسط وشمال المحيط الأطلسي. ولاحظوا ارتفاعًا سريعًا في درجة حرارة مياه المحيط خلال العقد الماضي. 

اختلاف 

لاحظ الباحثون بعض الاختلافات في استجابة العوالق النباتية التي تنمو بالقرب من سطح المحيط (المعرضة للإضاءة)، والعوالق النباتية الأخرى التي تنمو تحت الطبقة السطحية (ظروف الإضاءة المنخفضة). 

على سبيل المثال، العوالق النباتية في طبقة المياه السطحية، ظهرت التغيرات عليها في نقص محتواها من صبغة الكلوروفيل، وهي الصبغة المسؤولة عن اللون الأخضر، فبالتالي ظهرت أقل خضرة. لكن الكتلة الحيوية الإجمالية لها مستقرة. والمقصود بالكتلة الحيوية، هي إجمالي وزن الخلايا الحية فيها. 

لكن في حالة العوالق النباتية التي نمت في الطبقة تحت السطح، فقد لاحظ الباحثون أنّ إجمالي الكتلة الحيوية لها قد ازداد؛ استجابة للاحتباس الحراري. 

يؤكد مؤلفو الدراسة على أنّ التغيرات الطارئة على الشبكة الغذائية قد يكون لها تأثيرات متتالية على الحياة البحرية المختلفة، بدءًا من العوالق الحيوانية الصغيرة، وصولًا إلى الثدييات البحرية العملاقة، فهي مصدر مهم للغذاء للكثير من الكائنات البحرية، بالإضافة إلى دورها المحوري في إنتاج الأكسجين ويستفيد منه كل الكائنات الحية على الكوكب.