قصص

نشر في : 02-10-2024

حدثت في : 2024-10-02 14:41:11

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يمكن للحرارة المرتفعة أن تؤثر سلبًا في الخطط اليومية للبشر؛ فما مدى صحة هذا؟

في أغلب الأحيان، يدفع الضعفاء ثمن التغيرات المناخية التي لم يتسببوا فيها، ويتمثل ذلك في أشكال عدة، لعل أبرزها تهديد الأمن الغذائي، والخسائر في الأرواح والأملاك إثر الفيضانات والظواهر الطقسية المتطرفة، وغيرها. لكن، اتضح أيضًا أنّ الفئات الضعيفة، ذوات الدخل المنخفض، يتأثر نشاطهم اليومي بالحرارة الشديدة. وهذا ما أشارت إليه دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من الولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد كشفت عن عدم المساواة بين الأفراد في القدرة على التكيف مع الحرارة المرتفعة؛ نتيجة التغيرات المناخية. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "ترانسبورتاشن ريسرش بارت دي: ترانسبورتاشن آند إنفيرونمنت" (Transportation Research Part D: Transport and Environment) في 2024. 

تقييم 

حصل الباحثون على بيانات من مصادر متنوعة، مثل: (ATUS)، و(NOAA)، وركزوا على 11 منطقة حضرية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي: واشنطن، وشيكاغو، وسياتل، وفينيكس، ودالاس، وأتلانتا، وميامي، ولوس أنجلوس، وفيلادلفيا، وهيوستن، ونيويورك.

ماذا وجدوا؟ 

وجد الباحثون أنّ الحرارة المرتفعة تلعب دورًا محوريًا في مدى نجاح روتين الحياة اليومي للبشر. على سبيل المثال، تتسبب الحرارة الشديدة في تقليل الوقت الذي يقضيه الناس خارج المنزل؛ إذ تُظهر البيانات انخفاظًا في الرحلات الترفيهية أو الاجتماعية أو الخاصة بالتسويق عندما ترتفع درجات الحرارة في الخارج. ويفضل أغلب الناس تأجيل أسفارهم إلى الأوقات الأكثر برودة في اليوم؛ على سبيل المثال عند وقت الفجر أو آخر اليوم، عندما تخف حدة أشعة الشمس. 

من جانب آخر، وجد الباحثون أيضًا أنّ استخدام السيارات يتزايد في أوقات الحرارة الشديدة، ويقل اعتماد الناس على المشي أو ركوب الدراجات ووسائل النقل العام خاصة؛ إذ وجد الباحثون أنّ الاقبال على وسائل النقل العام تقل بنسبة 50% في أثناء أوقات الحرارة المرتفعة. 

الفئات الضعيفة 

بالطبع الفئات الضعيفة هي الأكثر تضررًا من الحرارة الشديدة، فقد وجد الباحثون أنّ هؤلاء الأفراد يميلون إلى استخدام وسائل النقل العام أو المشي أو ركوب الدراجات في الوقت الذي تكون فيه درجات الحرارة مرتفعة، ما يجعلهم عرضة للحرارة الخطيرة. وتقل فرص قيامهم برحلات سفر ترفيهية أو اجتماعية مقارنة بالفئات الأعلى دخلًا التي تستخدم سيارات مكيفة. وهنا تظهر عدم المساواة في التكيف بوضوح. 

أعطى مؤلفو الدراسة بعض التوصيات للتخفيف من عبء الحرراة الشديدة، من ضمنها: إنشاء أماكن مظللة على مساحات كبيرة، وإعلان أيام موجات الحر وإعفاؤهم من الخروج للعمل، ما يساعدهم على ضبط خططهم في السفر والتنقل أيضًا، وتمكين الناس من الوصول إلى أجهزة التبريد في أيام الحرارة الشديدة، وتعزيز التصميم الحضري والبنية التحتية، وجعل المدن أكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية.