قصص

نشر في : 19-09-2024

حدثت في : 2024-09-19 23:50:00

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تمثل الفيضانات خطرًا كبيرًا على قطاع الزراعة، خاصة في ظل التغيرات المناخية.

من ضمن أكثر تأثيرات التغيرات المناخية بروزًا اندلاع الفيضانات، التي تُسبب خسائر جمة في الأرواح والكائنات الحية الأخرى، وتقضي على المحاصيل الزراعية. وتُعد الفيضانات ثاني الأخطار التي تهدد قطاع الزراعة؛ إذ تسببت في خسائر تُقدر بنحو 21 مليار دولار في المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية بين عامي 2008 - 2018، في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وفقًا لـ"منظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحدة" (FAO)

هكذا تؤثر الفيضانات على الزراعة 

هناك الكثير من الصور التي تؤثر بها الفيضانات على قطاع الزراعة، منها: 

1- تلف المحاصيل 

تتسبب الفيضانات في غمر المحاصيل، ما يقلل من كمية الأكسجين التي تصل للنباتات، هذا بدوره يُعطل الوظائف الحيوية ويُضعف قدرتها على النمو والتنفس. من جانب آخر، تنتشر الأمراض بين النباتات، خاصة في الظروف الجوية بعد الفيضانات التي تكون مثالية لنمو الأمراض وتطورها. وتتضرر التربة أيضًا فتجد النباتات عالقة غير قادرة على المواجهة، فتُتلف. 

2- تآكل التربة 

تتكون التربة من عدة قطاعات، أبرزها القطاع السطحي، الذي يلقى عناية واهتمامًا خاصًا من المزارعين؛ إذ يضم الكثير من العناصر الغذائية، مثل: الفوسفور والكربون والنيتروجين. وهذا القطاع هو الأكثر عرضة لمخاطر الفيضانات؛ إذ يتآكل، ما يُجرد التربة من عناصرها الغذائية، وبمرور الوقت تصبح غير صالحة للزراعة. 

3- عواقب اقتصادية 

تؤثر الفيضانات في الممارسات الزراعية، وتقلل الإنتاجية الزراعية، وعليه يقل الربح من قطاع الزراعة، ما يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي. 

ضغوطات

تتفاقم تأثيرات التغيرات المناخية يومًا بعد يوم، وتُقام الأحداث والمؤتمرات لإيجاد حلول فعّالة، ويُعد ملف الزراعة من أبرز الملفات على طاولة مفاوضات المناخ. ويعمل العلماء والباحثون طوال الوقت لإيجاد حلول مبتكرة، للتكيف مع الاحترار العالمي. من ضمن الحلول المطروحة الاهتمام بزراعة نباتات مقاومة للمناخ، أي قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية، كما رأى البعض أنها حل مثالي لمواكبة التزايد المستمر في أعداد سكان العالم وتلبية احتياجاتهم الغذائية. ومع ذلك؛ فقد لا تكون هذه النباتات قادرة على مواجهة الفيضانات، خاصة أنّ الفيضانات يمكنها التأثير في الصفات الأساسية لإنتاجية المحاصيل وكذلك التفاعلات البيئية المرتبطة. كما أنّ الفيضانات تحرم النباتات من الأكسجين، وهو عنصر مهم لنمو النباتات. 

من جانب آخر، تلعب الفيضانات دورًا محوريًا في التغيرات الكيميائية الطارئة على النباتات. وهنا أرادت مجموعة بحثية من جامعة إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية التحقق من مدى ملاءمة وفاعلية تلك المحاصيل في مواجهة الظواهر المتطرفة المرتبطة بالتغيرات المناخية مثل الفيضانات. لذلك قرروا دراسة التغيرات الكيميائية والتعبير الجيني في نوعين من أصناف الطماطم، كاستجابة للفيضانات، ووجدوا أنّ الفيضانات هي العامل الرئيسي الذي يسهم في تغيير معدلات انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة.

ونشر الباحثون دراستهم في دورية "بي إم سي بلانت بيولوجي" (BMC Plant Biology) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022. 

من ذلك نخلص إلى أنّ الفيضانات عنصر مهم، يجب أخذه في الاعتبارات عند إنتاج نباتات مقاومة للمناخ، مع ضرورة تقييم الضرر الواقع مع اندلاع الفيضانات في مناطق معينة، وإيجاد حلول أكثر مثالية.