قصص

نشر في : 10-09-2024

حدثت في : 2024-09-11 00:02:21

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

بقي أقل من 100 يوم على COP29.. فما أبرز الملفات على طاولة المفاوضات؟

من المقرر أن تنطلق فعّاليات مؤتمر الأطراف بشأن التغيرات المناخية في دورته التاسعة والعشرين (COP29) بين يومي 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في باكو، عاصمة أذربيجان. وهو بمنزلة مؤتمر الأطراف العامل ببروتوكول كيوتو في دروته التاسعة عشرة (CMP19)، كما أنه بمثابة مؤتمر الأطراف العامل باتفاق باريس في دورته السادسة (CMA6). 

وبطبيعة الحال، تبدأ مراسم الافتتاح بتسليم كرسي رئاسة المؤتمر من الرئيس السابق إلى الرئيس المعين. لذلك، ننتظر أن يُسلم الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين COP28، الذي انعقد في إكسبو دبي في نهاية 2023، كرسي رئاسة COP29 إلى مختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان. 

أهم الملفات على طاولة COP29

ملفات المناخ كثيرة ومتشعبة، لكن ملفات بارزة تنتظر رئاسة COP 29، منها: 

1- التمويل 

تبرز قضية التمويل على طاولة مفاوضات معظم -إن لم يكن جميع- مؤتمرات الأطراف بشأن المناخ؛ فالتمويل هو الأساس لحل مشكلات التغيرات المناخية. وقد تعهدت الدول المتقدمة في اتفاق كوبنهاغن، بمؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الخامسة عشرة COP15، التي انعقدت في كوبنهاغن بالدنمارك عام 2009 بدفع 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية بحلول 2020. لكن فشلت الدول المتقدمة في الوفاء بذلك التعهد. 

ويأتي COP29؛ حاملًا بعض الآمال، بخصوص هدف جديد في قضية التمويل، يُسمى "الهدف الكمي الجماعي الجديد" (NCQG)، الذي من المنتظر أن يحل محل هدف الـ100 مليار دولار بدءًا من عام 2025، لكنه بقيمة تُقدر بنحو 1.3 تريليون دولار سنويًا. لذلك، يُطلق على COP29، "مؤتمر الأطراف المالي" (COP Finance). 

جدير بالذكر أنّ التمويل المناخي يساعد البلدان النامية على التكيف مع آثار التغيرات المناخية، كما يدعمها في مواجهة الخسائر والأضرار التي يصعب حلها، والمتعلقة بالتغيرات المناخية. 

2- الخسائر والأضرار 

تمت الموافقة على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار قبل اختتام مؤتمر الأطراف في دورته السابعة والعشرين (COP27) في شرم الشيخ بمصر. وفي اليوم الأول من COP28 في إكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة، تم الإعلان رسميًا عن إنشاء الصندوق، وموّلته بعض الدول بمبلغ مالي وقتها تجاوز 700 مليون دولار، على أن يتولى البنك الدولي مهمة إدارة الصندوق. 

بالطبع يحتاج صندوق الخسائر والأضرار إلى المزيد من التمويل، حتى يستطيع تعويض البلاد التي تعرضت لخسائر فادحة يصعب تداركها. ويُقدر تمويل صندوق الخسائر والأضرار متوسط 400 مليار دولار سنويًا. ومن المتوقع مناقشة التمويل في أذربيجان هذا العام. بالإضافة إلى إنشاء صناديق أخرى متخصصة تتلقى تمويلًا خاصًا بها، على سبيل المثال، صناديق للقاحات والتحصين، وهو مفيد في ظل التغيرات المناخية؛ إذ تنشط الكثير من الأمراض التي تحتاج إلى لقاحات وتحصين للبشر؛ وتتفشى تلك الأمراض خاصة بعد اندلاع فيضانات أو أعاصير أو الكوارث الطبيعية الأخرى التي تُفسح المجال لانتشارها. وعلى هذا المقياس، يأمل المراقبون تفعيل صناديق أخرى تحذو حذو صندوق الخسائر والأضرار؛ لمعالجة مشكلات البشر. 

3- التكيف 

التغيرات المناخية واقع لا شك فيه. لذلك، وجب علينا التكيف مع تلك التغيرات الحاصلة في المحيط الحيوي من حولنا، وإلا تتفاقم الأضرار اللاحقة بنا. لذلك، حظيت قضية التكيف بالكثير من الاهتمام على طاولات المفاوضات. وهناك مادة في اتفاق باريس من أجل التكيف، وهي المادة 8. ومن المعروف أنّ التكيف يحتاج إلى تمويل، ومن المنتظر إعطاؤه الأولوية في COP29، ودعم استراتيجيات التكيف، والتي صارت ضرورة، لسد فجوة تمويل التكيف، التي قدرها "تقرير فجوة التكيف" للعام 2023 بما يتراوح بين 194 و366 مليار دولار. 

في كثير من الأحيان، يطغى التخفيف على التكيف في المفاوضات المناخية، وذلك لأنّ التخفيف يقتضي إقامة مشروعات بعائد لخفض الانبعاثات ومن جانب آخر قد يكون هناك هامش ربح، أما التكيف يحتاج إلى تمويل، ولا يكون هناك عائد مادي سوى تقليل الأضرار، ولا يأتي منه هامش ربح، وهذا من أبرز المشكلات التي تواجه التكيف. لذلك، من الضروري ابتكار آليات تمويلية فعّالة للتكيف. وتشجيع المؤسسات والشركات على الاستثمار في خطط التكيف، ما يساعد الدول منخفضة الدخل على مواجهة تحديات التغيرات المناخية. 

4- التخفيف 

يقتضي التخفيف من آثار التغيرات المناخية، تشجيع جهود التخفيف أيضًا، التي تتمثل في خفض انبعاثات غازات الدفيئة من القطاعات الخاصة والعامة. وتُعد المادة 6 من اتفاق باريس، الخاصة بأسواق الكربون، هي أبرز النقاط الرئيسية للتفاوض حول آليات خفض الانبعاثات الدفيئة. لكنها تفتقر إلى الصرامة، وتحتاج إلى صياغة فعّالة تتجنب الثغرات التي تجعلها -بالنسبة للكثيرين- بمثابة نوعًا من الغسل الأخضر. من المتوقع أن تبرز على طاولة أذربيجان أيضًا. 

هناك الكثير من المهام لرئاسة COP29، خاصة مع وجود الكثير من القضايا المعلقة، ودارت حولها الكثير من التفاوضات، لكنها ما زالت في حاجة ماسة إلى قرارات أكثر حزمًا وصرامة، حتى تستطيع دول العالم أجمع مواكبة أزمة المناخ والتكيف معها وعلاجها، من أجل الأجيال القادمة.