تقارير وتحليلات

نشر في : 31-08-2024

حدثت في : 2024-09-02 15:20:44

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يحتاج البشر إلى دمج الرطوبة في العمل المناخي المتعلق بقطاع الصحة؛ فما القصة؟

لأول مرة خُصص يوم للصحة على أجندة مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة، ما لفت الانتباه إلى ضرورة دمج القضايا الصحية في العمل المناخي، والبحث في الجوانب المختلفة المتعلقة به. وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة طوكيو في اليابان دراسة لتقييم الآثار الصحية للتغيرات المناخية في ظل العوامل البيئية، خاصة الرطوبة؛ لارتباطها بالإجهاد الحراري. ونشروا دراستهم في دورية (PNAS Nexus) في 2024. 

مخاوف من الرطوبة

يُشير مصطلح الرطوبة إلى كمية المياه في الهواء. أراد الباحثون استكشاف الارتباط بين الرطوبة المرتفعة والوفيات المرتبطة بالحرارة، مع انتشار حالات الوفاة نتيجة الإجهاد الحراري، تزامنًا مع ظاهرة الاحتباس الحراري الذي يعاني منه العالم اليوم. 

لذلك، جمع الباحثون بيانات تتضمن الرطوبة ودرجة حرارة الهواء والإشعاع الشمسي وسرعة الرياح من 739 مدينة في 43 دولة، ودمجوها مع مؤشرات الإجهاد الحراري (HSIs)، ثم استخدموا كل تلك البيانات معًا لتقييم مدى قابليتها في التنبؤ بحالات الوفيات المرتبطة بالحرارة. 

صحة الإنسان 

مؤشرات الرطوبة مهمة بالنسبة لصحة الإنسان؛ إذ تؤثر في قدرة الجسم البشري على تبريد نفسه من خلال التعرق، والذي من خلاله يفقد الجسم الماء عبر الجلد. لكن في ظل البيئات التي ترتفع فيها مؤشرات الرطوبة، تقل فاعلية عملية التعرق بمرور الوقت؛ فتضعف قدرة الجسم على تبريد نفسه، وهذه مشكلة كبيرة، قد تودي بحياة الإنسان. لذلك، أراد الباحثون دمج بيانات المناخ المتاحة معًا، وقاموا بحساب ثمانية مؤشرات للإجهاد الحراري (HSI) في مناطق مختلفة، وتوّصلوا إلى وجود علاقة قوية بين حالات الوفيات بالحرارة والرطوبة. 

يرى الباحثون ضرورة ملحة في إدماج العوامل البيئية المختلفة بما فيها الحرارة والرطوبة في العمل المناخي المتعلق بقطاع الصحة؛ فذلك يساعد في اتخاذ التدابير والخطط الملائمة للتكيف مع تلك الظروف الصعبة، وتصميم أنظمة إنذار يمكنها توجيه البشر نحو خطط السلامة الآمنة. 

من جانب آخر، تؤثر حالات الوفيات المرتبطة بالإجهاد الحراري على الدول والحكومات والهيئات بعدة أشكال، منها فقدان الأيدي العاملة والعبء الاقتصادي والاجتماعي؛ بسبب تراجع صحة البشر المعرضين لتلك الظروف القاسية، والتي لا تتحملها أجسامهم؛ خاصة في ظل تفاقم أزمة الاحترار العالمي، والتي صارت واقعا لا هروب منه.