تُرى ما مدى فاعلية إعادة التشجير بصفتها حلا من حلول التخفيف من التغير المناخي؟

يبحث العالم عن حلول التخفيف الممكنة، لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة، ومن ضمن الحلول المطروحة، إعادة التشجير، وهناك طريقتان شائعتان لها: التجديد الطبيعي والزرع. لكن، ما مدى جدواها؟ وهل الأفضل الاهتمام بزراعتها أم التجديد الطبيعي؟ هذا ما بحثت فيه مجموعة بحثية بقيادة الدكتور جونا بوش (Jonah Busch)، ووجدوا أنّ عملية التشجير أقوى 10 مرات في عزل الكربون من الغلاف الجوي عما كان متوقعًا. كما توّصلوا إلى ضرورة الاهتمام بعملية إعادة التشجير، وفي الوقت نفسه، السماح للغابات الطبيعية أن تنمو. ونشروا نتائجهم في دورية "نيتشر كلايمت تشانج" (Nature Climate Change) في 24 يوليو/تموز 2024. 

وفي هذا الصدد، تواصلنا مع الدكتور جونا بوش، لطرح بعض الأسئلة عليه بخصوص دراسته، ومعرفة التحديات التي واجهها في إجراء ذلك البحث، وفهم وجهات نظره، في حوار خاص وحصري لـ"نداء الأرض". 

إليكم نص الحوار.. 

1- ما الذي ألهمك لإجراء بحث لتقييم فاعلية أساليب إعادة التشجير من حيث التكلفة للتخفيف من تغير المناخ؟ 

أنتج أحدث تقرير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) مقارنة ممتازة لتقديرات مدى التخفيف من آثار تغير المناخ الذي يمكن أن يحققه كل خيار من خيارات التخفيف الأربعين أو نحو ذلك، عند مجموعة متنوعة من نقاط الأسعار. ومع ذلك، فإن هذا الرقم الممتاز جمع كل "استعادة النظام البيئي، والتشجير، وإعادة التحريج" معًا بوصفها خيارا واحدا. يمكن إجراء إعادة التشجير بعدة طرق مختلفة، بما في ذلك طريقتان من أكثر الطرق شيوعًا: مزارع الأخشاب الأحادية، والتجديد السلبي للغابات الطبيعية. لقد أردنا إنشاء تقديرات أكثر تحديدًا لمقدار التخفيف المتاح بأسعار مختلفة لكل طريقة من هذه الطرق.

2- ما النتائج الرئيسية لبحثك فيما يتعلق بالتكلفة لكل طن من تخفيض غازات الدفيئة في طريقتي إعادة التشجير؟

النتائج الرئيسية التي توصلنا إليها هي كما يلي: 

1. يُعد التجديد الطبيعي والزراعة أكثر فاعلية من حيث التكلفة على ما يقرب من نصف الأراضي المناسبة لإعادة التشجير.
2. يمكن أن يتفوق مزيج من طريقتي إعادة التشجير على أي منهما بمفرده.
3. ومن خلال تطبيق كل من الأساليب الأكثر فعالية من حيث التكلفة، فإن إعادة التشجير من الممكن أن تحقق ما يصل إلى عشرة أضعاف تكاليف التخفيف المنخفضة، مقارنة بالتقديرات السابقة التي أقرتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

3- هل يمكنك توضيح العوامل التي تم أخذها في الاعتبار عند حساب إمكانية خفض انبعاثات الكربون المحتملة لإعادة التشجير لمدة 30 عامًا؟ 

إن مقدار الكربون الذي يمكن لكل طريقة من طرق إعادة التشجير أن تعزله من الغلاف الجوي وبأي ثمن مرهون بمجموعة متنوعة من العوامل التي حددناها وجمعها في هذه الورقة. وتشمل هذه: تكلفة التنفيذ (أي تكلفة الأنشطة الرامية إلى إنشاء الغطاء الحرجي)، وتكلفة الفرصة البديلة (أي تكلفة صافي الإيرادات الضائعة من المحاصيل أو الماشية)، وجنس المزرعة المحتمل، وتراكم الكربون المتوقع مع مرور الوقت، وتردد الحصاد ونسبة الخشب المقطوع المخزن في منتجات طويلة العمر.

4- كيف تُسهم نتائج بحثك في الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التخفيف من تغير المناخ العالمي؟ 

تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن مبادرات استعادة الغابات التي فضلت زراعة الأشجار في كثير من الأحيان يجب أن تأخذ في الاعتبار بقوة التجديد الطبيعي. إن الإمكانات الأكبر لإزالة ثاني أكسيد الكربون من إعادة التشجير بتكلفة منخفضة مقارنة بالتقديرات السابقة تشير إلى أن إعادة التشجير يمكن أن يكون لها دور أكبر في جهود التخفيف من آثار المناخ. 

5- هل واجهتم أي تحديات أو قيودا في أثناء عملية البحث، وإذا كان الأمر كذلك، كيف تعاملتم معها؟ 

إن قاعدة بياناتنا الخاصة بتكاليف تنفيذ مئات مشروعات إعادة التشجير تغطي فقط البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ولم تكن لديها عينات كبيرة بما يكفي سوى لطريقتي إعادة التشجير اللتين درسناهما، لذلك قصرنا تحليلنا على هذه البلدان والأساليب. وإذا توفر المزيد من البيانات في المستقبل فإننا نود أن نوسع تحليلنا ليشمل البلدان ذات الدخل المرتفع وغيرها من أساليب إعادة التشجير مثل الحراجة الزراعية والمساعدة على التجديد الطبيعي.