قصص

نشر في : 27-09-2024

حدثت في : 2024-09-28 18:22:25

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

يعاني العداؤون من التغيرات المناخية.. فكيف ذلك؟

لعقود من الزمن، حذّر الباحثون والعلماء من آثار التغيرات المناخية، ليس فقط على طبيعة الأرض، وإنما أيضًا على حياتنا. ويمتد الأمر إلى أنّ الحرارة المرتفعة هذه تهدد ممارسي الرياضة، مثل العدائين، الذين ينطلقون في الهواء الطلق، ويركضون لمسافات بعيدة تحت ظروف الحرارة المرتفعة والطقس القاسي. 

كيف يعاني العداؤون من التغيرات المناخية؟ 

هناك العديد من الصور لآثار التغيرات المناخية التي تؤثر في حياة العدائين، منها: 

1- الحرارة المرتفعة 

بما أننا في عصر الاحترار العالمي، فمن الطبيعي أن نتوقع ارتفاع متوسط درجات الحرارة باستمرار؛ إذ سجل عام 2023 أعلى درجة حرارة بمتوسط 1.48 درجة مئوية أعلى من متوسط درجات الحرارة مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة، وهذا يقترب من هدف اتفاق باريس 1.5 درجة مئوية. بالطبع يتأثر العداؤون بهذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، خاصة أنهم يخرجون لممارسة الجري في الهواء الطلق، وفي حالة ارتفاع درجات الحرارة، لا يستطيع العداؤون الجري لمسافات بعيدة كما في حالة الحرارة المعتدلة، وقد يُصابون بأمراض خطيرة تقودهم إلى المشفى. ومع تفاقم التغيرات المناخية، تزداد كثافة موجات الحر، وكذلك المخاوف المرتبطة بالحرارة المرتفعة. 

2- جودة الهواء 

ترتبط الحرارة المرتفعة بزيادة في مستويات الأوزون، وبعض الغازات الأخرى مثل أول أكسيد الكربون وعوادم الديزل وبعض الملوثات الأخرى الضارة بالتنفس والقلب والأوعية الدموية، بل قد تتطور أضرارها إلى السرطان. لذلك، يُفضل عدم ممارسة أي شكل من أشكال الرياضة بما فيها الركض في الهواء الطلق غير الصحي؛ فبمرور الوقت، تنتقل الملوثات عبر الرئتين إلى مجرى الدم وتنتشر إلى جميع أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى الإضرار بصحة أجسامنا. 

3- الطقس القاسي 

مع ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحترار العالمي، تزداد حدة الظواهر الطقسية وتصبح أكثر تطرفًا، مثل زيادة شدة الأعاصير والفيضانات والأمطار الغزيرة وحرائق الغابات. كل ذلك يهدد حياة البشر، ولا يستطيع العداؤون ممارسة رياضتهم في مناطق مهددة أو معرضة لتلك الظواهر. 

ما الحل؟

بالطبع الحل ألا يرقد العداؤون في منازلهم ولا يمارسون تلك الرياضة الصحية، لكن باتباع بعض النصائح، قد تسير الأمور على ما يُرام. 

1- اختيار الوقت والمكان المناسبين 

من الضروري اختيار الأوقات التي يكون فيها الطقس مناسبًا، والأماكن الطبيعية التي يقل فيها التلوث قدر الإمكان، وممارسة الرياضة، وإذا تحتم الأمر يمكن ممارسة الركض في الصالة الرياضية إذا كانت الحرارة والهواء في الخارج غير مناسبين، هذا سيُوفر عناء تحمل الحرارة المرتفعة، وكذلك يقلل التعرض للهواء الملوث. 

2- ملاحظة المرض 

من الضروري أن يكون العداء على دراية بما يحدث في جسمه، وعندما يواجه أي من الأعراض المعروفة، التوجه فورًا إلى المشفى، فقد تكون ضربة شمس مميتة، التي تحدث غالبًا عندما لا يستطيع الجسم تنظيم درجة حرارته. ومن ضمن الأعراض: القيء، والغثيان، والهذيان، والارتباك، وسرعة معدل ضربات القلب والتنفس. 

3- شرب الماء 

ممارسة الرياضة ترفع حرارة الجسم، ما يعرّض الرياضيين لخطر الإجهاد الحراري أو ضربات الشمس، لذلك من الضروري الحفاظ على كميات مناسبة من المياه تدخل الجسم بانتظام، ما يُسهم في ترطيب الجسم. 

4- تجنب الشمس 

نعم الشمس مفيدة، وتمدنا بالفيتامينات المفيدة، لكن هذا عند التعرض لها لفترات محددة وفي حرارة مناسبة، لكن في ظل ارتفاع درجات الحرارة، يُفضل أن يتجنب العداؤون الركض تحت أشعة الشمس، ويختارون أوقاتًا مناسبة مثل عند الغروب. 

الرياضة مفيدة لصحة الجسم. لذلك يجب الحرص على ممارستها باستمرار، في الوقت نفسه، ملاحظة الظروف المناخية من حولنا، واختيار الطرق الفعّالة والصحية لممارستها لتعظيم فوائدها وتجنب الأضرار المحتملة.