قصص

نشر في : 26-09-2024

حدثت في : 2024-09-26 14:20:08

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

اتضح أنّ الأشجار في المدن تعاني من الحرارة المرتفعة أكثر من نظيرتها في الريف.

تأتي الأشجار في الصفوف الأولى للحلول المناخية التي تخفف من وطأة ظاهرة الاحتباس الحراري، عبر امتصاص كميات أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون، وتحوله إلى أكسجين ومواد غذائية، وذلك في إطار عملية البناء الضوئي التي تقوم بها الأشجار كنباتات، وهي بذلك تساهم في عزل الكربون واحتجازه. ويُشجع المتخصصون على زراعة الأشجار بكثرة؛ خاصة في المناطق الحضرية، التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بالمناطق الريفية المحيطة؛ فيما يُعرف بـ"الجزر الحرارية الحضرية". 

لكن، كشفت مجموعة بحثية عن تأثر الأشجار في المناطق الحضرية بالحرارة المرتفعة وموجات الجفاف والحر، أكثر من نظيراتها في المناطق الريفية، ما يؤكد أهمية اتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة لحماية الأشجار بالمناطق الحضرية، وتخفيف وطأة ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "إيكولوجيكال أبليكاشنز" (Ecological Applications) في 11 أبريل/نيسان 2024. 

تأثيرات سلبية

اختار الباحثون بعض المناطق في شرق الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اشتملت علىى بوسطن، نيويورك، وبالتيمور في ولاية ماريلاند؛ لاختبار الاختلافات في حساسية المناخ في تلك المناطق، درسوا الإجهاد الحراري والمائي وتأثيره على نمو بعض أنواع الأشجار، وفي الدراسة استخدم الباحثون نوى الأشجار الحضرية والريفية لبناء قاعدة من البيانات، ثم قارنوها بالبيانات المناخية المتاحة. وقد اشتملت الأشجار على 33 شجرة بلوط أبيض، 41 شجرة بلوط أحمر، 55 شجرة قيقب أحمر. 

وجد الباحثون أنّ الأشجار في المناطق الحضرية، مثل نيويورك وبوسطن، تأثرت سلبيًا بموجات الحرارة والجفاف؛ مقارنة بالأشجار النظيرة في المناطق الريفية. ومن ضمن التأثيرات السلبية التي تعرضت لها الأشجار الحضرية، هي الانخفاض الملحوظ في معدلات نموها. إضافة إلى قدراتها على تخزين الكربون خلال الظروف الجوية القاسية. أشار مؤلفو الدراسة أيضًا إلى أنّ المناطق الحضرية التي تعاني من ظروف الحرارة والجفاف وارتفاع مستويات التلوث، تعاني بشكل أكبر في ظل الإجهاد المناخي. 

مخاوف 

تُشكل نتائج الدراسة مخاوفًا على المدى الطويل، فيما يتعلق بالأشجار الحضرية، التي تعاني في أثناء موجات الحر والجفاف أكثر من أي وقت مضى، ما يؤثر سلبًا على صحة الأشجار وقدراتها على توفير خدمات النظام البيئي. 

الأشجار مهمة لحفظ النظام البيئي، كما أنّ الغطاء الأخضر الذي توفره يعزز استراتيجيات الاستدامة في المناطق الحضرية التي يسعى العالم لتحقيقها؛ من أجل تخفيف وطأة التغيرات المناخية. لذلك، من الضروري الحفاظ عليها واتخاذ التدابير اللازمة لإدارتها جيدًا؛ خاصة في ظل ارتفاعات درجات الحرارة القياسية التي يعاني منها الكوكب اليوم.