قصص

نشر في : 11-10-2024

حدثت في : 2024-10-16 12:28:41

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

أسابيع قليلة وينطلق مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29) لأول مرة في بلاد القوقاز، وفي ظل الحروب المنتشرة عالميًا واقتراب موعد التقاء الأطراف على طاولة المفاوضات الأذربيجانية.

ومن المتوقع أن تحتوي رئاسة COP29 جميع الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي (UNFCCC)، البالغ عددهم حتى الآن 198 طرفا، من أجل تعزيز نجاح تحقيق أهداف اتفاق باريس، والدعوة إلى السلام بين الشعوب على أجندة المؤتمر أيضًا، في اليوم الخامس من انطلاق COP29، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني. 

الأمن المناخي 

"الأمن المناخي" هو مصطلح يُشير إلى تأثيرات التغيرات المناخية على السلام والأمن، خاصة في البيئات المتأثرة بالصراعات الهشة، فمع تفاقم التغيرات المناخية يزداد تهديد السكان بمشكلات انعدام الأمن الغذائي والماء وسبل العيش. كما تزداد المنافسة على الموارد الطبيعية، وتكثر حالات النزوح وتتفاقم الاضطرابات الاجتماعية. وتنادي رئاسة COP29 بضرورة تعزيز العمل المناخي من أجل السلام. 

نداء الهدنة 

يدعو COP29 جميع الأطراف إلى هدنة، والمكوث على طاولة المفاوضات بسلام؛ لعلاج أزمة التغير المناخي التي باتت قضية البشر كلهم. ولتسليط الضوء على أهمية دمج السلام في العمل المناخي فمن المقرر أن تنطلق مبادرة المناخ والسلام COP29، بالإضافة إلى تعزيز المبادرات المختلفة بشأن العلاقة بين السلام والمناخ. 

وترى رئاسة COP29، أنّ العمل المناخي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسلام، وهناك بعض الفئات السكانية، أغلبها الفئات الضعيفة التي تعيش في الدول الأقل نموًا والمنخفضة الدخل، هي الأكثر عرضة لآثار التغيرات المناخية الضارة، التي قد تُزهق فيها الأرواح وتفسد الممتلكات والغذاء، ما يجعلهم مهددين طوال الوقت وفي حالة من عدم السلام؛ لأنّ قدراتهم المادية غير قادرة على توفير سُبل التكيّف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية التي تفتك بهم. كل هذا يعود سلبًا على أمنهم واستقرارهم. 

الجدير بالذكر أنّ COP28 أيضًا اهتم بفكرة دمج السلام في العمل المناخي، وخرج "إعلان COP28 بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام"، الذي أوضح أنّ الأطراف التي تعاني من صراعات وحروب، تزداد فرص تعرضهم لمخاطر التغيرات المناخية؛ فبدلًا من البحث عن حلول للمناخ والتكيف مع تغيراته، ينغمسون في الصراعات والحروب. ودعا الإعلان إلى أهمية الاستثمار في دعم المجتمعات الهشة الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية عبر نقل التكنولوجيا إليهم، وتزويدهم بأجهزة الإنذار المبكر، وتعزيز آليات التمويل. 

وينتظر كل المعنيين بالتغيرات المناخية COP29 متابعة أحدث التطورات في ملف المناخ العميق، وكيف يمكنه تجاوز الصراعات التي تملأ العالم اليوم، والوصول إلى حلول مناخية فعّالة.