قصص

نشر في : 19-09-2024

حدثت في : 2024-09-19 23:58:31

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تتفاقم مشكلة عدم المساواة في قطاع الأسماك في ظل إدخال التكنولوجيا المتطورة.

تُمثل النساء نحو 50% من القوى العاملة في مصايد الأسماك العالمية، ويقمن بـ90% من سلسلة تجهيز الأسماك. لكن مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وظهور الحاجة الماسة للتكيف مع تلك التغيرات المناخية، في نفس الوقت لمواكبة التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم اليوم، بدأت صناعة مصايد الأسماك تتجه نحو الاعتماد على التكنولوجيا. لكن، تظهر بعض المشكلات المتعلقة بعدم تمكين النساء في ظل تلك التكنولوجيا، ما هدد وضع الكثير من النساء العاملات في مجال الأسماك. 

وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية من جامعة إيست أنجليا بالمملكة المتحدة مراجعة للبحث في أوضاع النساء في ظل انتشار استخدام التكنولوجيا في قطاع الأسماك، ومدى استدامتها، واستندوا إلى 42 دراسة تغطي 55 موقعًا في عدة دول: الهند، والفلبين، وبنغلاديش، وكمبوديا، واليابان، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، والمكسيك، والبرازيل، والنرويج، وغانا، ونيجيريا، وتنزانيا، وزامبيا. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "نيتشر فود" (Nature Food) في 27 أغسطس/آب 2024. 

صناعة مهمة 

تُعد الأسماك أحد مصادر البروتين الرئيسية بالنسبة للبشر؛ إذ تُشكل نحو 17% من البروتين الحيواني، وتعتمد عليها الكثير من الدول التي تطل على المسطحات المائية، لكن ثُلث الأسماك التي يتم اصطيادها تُهدر أو تُفقد، وتنبعث غازات الاحتباس الحراري، ما يؤثر سلبًا في المناخ، وهنا ظهرت الحاجة إلى التكنولوجيا التي تقلل الخسائر وتعزز الإنتاجية. 

تفاقم عدم المساواة 

تدعم مصايد الأسماك نحو 67 مليون شخص حول العالم بصورة مباشرة، مثل الصيادين، في حين تقدم دعمًا غير مباشر لنحو 492 مليون شخص. وعلى الرغم من أنّ النساء يمثلن ما يقرب من نصف العاملين في قطاع مصايد الأسماك في مرحلة تجهيز الأسماك؛ أي بعد الحصاد، إلا أنهن لا يحصلن على أجورهن، وإذا حصلن، يكون الأجر منخفضًا. كما أنهن لا يحصلن على استحقاقات الحماية الاجتماعية، والتي تتضمن تأمين صحي، سكن، وسائل تنقل. 

من جانب آخر، وجد الباحثون أنّ التكنولوجيا المُدخلة في ذلك القطاع، قد أظهرت عدم المساواة الموجودة بالفعل بين الرجال والنساء، يتمثل ذلك في عدم تمكين النساء من التعامل مع تلك التكنولوجيا، نتيجة لانتشار الفقر وعدم قدراتهن المادية على تحصيل ثمن تلك الأجهزة. بالإضافة إلى انتشار الجهل وعدم التعلم؛ فهنّ لا يحصلن على فرص تعلّم كيفية تشغيل الأجهزة الحديثة مثل الرجال، ما يحد من قدراتهن على مواكبة التكنولوجيا، ويُبدين مجهودًا كبيرًا في سبيل الحفاظ على دخل ولو قليل. وعلى مستوى المصانع الكبيرة التي تستخدم التكنولوجيا المتقدمة، عادةً يكون الاعتماد على التكنولوجيا أعلى، ما يُجبر النساء على قبول أجور منخفضة في وظائف مؤقتة. 

لذلك، يرى مؤلفو الدراسة أنه في حال عدم تحقيق أبعاد العدالة الاجتماعية والمساواة؛ فقد يكون هناك خطر على مستقبل النساء في تلك الصناعة. ليس النساء فقط، فهناك أيضًا بعض الحالات مثل المهاجرين وكبار السن.