تستقبل المملكة العربية السعودية نهاية 2024 مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في دورته السادسة عشرة.. فما أجندته؟
تستضيف مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في دورته السادسة عشرة (COP16) بين 2 و13 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت شعار "أرضنا.. مستقبلنا". وهذه هي المرة الأولى لمنطقة الشرق الأوسط أن تستقبل هذا المؤتمر. وتُعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إحدى اتفاقيات ريو الثلاث التي انطلقت من قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992، إلى جانب اتفاقية التنوع البيولوجي والمناخ. واليوم هناك 197 طرفا وقعوا على الاتفاقية، ويجتمعون في مؤتمر الأطراف الخاص بمكافحة التصحر، ومن المنتظر أن تستقبلهم المملكة العربية السعودية هذا العام.
أجندة المؤتمر
تتفاقم مشكلة التصحر يومًا بعد يوم؛ إذ تُقدر المساحة المفقودة من الأراضي بسبب التصحر سنويًا بنحو 100 مليون هكتار بين عامي 2015 و2019. لذلك يأتي COP16 لمكافحة التصحر بأجندة حافلة بالموضوعات، وهي:
اليوم الأول والثاني
يوما 2 و3 ديسمبر يُستقبل فيهما المسؤولون والقادة رفيعو المستوى؛ لتسريع العمل بشأن الأراضي والتكيف مع انتشار الجفاف والتحول الأخضر، ويتضمن هذان اليومان عدة حوارات وزارية، لشؤون محددة وهي: القدرة على التكيف مع الجفاف، والتمويل، والهجرة.
اليوم الثالث
يوم 4 ديسمبر، وهو يوم الأرض، ويناقش قضية تدهور الأراضي والآثار المترتبة عليها فيما يخص التنوع البيولوجي والأمن الغذائي والمناخ. ومن المنتظر أن يركز اليوم على 3 محاور، وهي: عرض المبادرات الناجحة لاستعادة الأراضي، والحلول القائمة على الطبيعة، ودور تعاون القطاع الخاص عبر مبادرة الأعمال من أجل الأرض. ويهدف هذا اليوم أيضًا إلى تحقيق هدف تحييد تدهور الأراضي بحلول 2030، ما يسهم أيضًا في تحقيق أهداف المناخ والتنوع البيولوجي، بالإضافة إلى رفع الوعي بشأن تدهور الأراضي ودعم حلول استعادتها واصطلاحها.
اليوم الرابع
يوم 5 ديسمبر، وهو يوم نظام الأغذية الزراعية، الذي يهدف إلى تعزيز ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي الزراعية؛ لحماية التربة والحفاظ عليها صحية، ما يسهم في دعم المحاصيل الزراعية وتوفير المياه. يهدف هذا اليوم أيضًا إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تحويل النظم الغذائية، ومعالجة مشكلة عدم المساواة الاجتماعية، كما يركز على معالجة فقد الأغذية وهدرها، ويفتح الباب أمام أصحاب المصلحة للنقاش حول كيفية التحول نحو الأنظمة الغذائية المستدامة والمرنة بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للعام 2030 التي طرحتها الأمم المتحدة.
اليوم الخامس
يوم 6 ديسمبر، وهو يوم الحوكمة الذي يسلط الضوء على أهمية الإدارة المسؤولة للأراضي ودورها في مكافحة التدهور وتعزيز التنمية الشاملة وحقوق الإنسان والوصول العادل والآمن للأراضي؛ خاصة الفئات السكانية المهمشة مثل النساء والشعوب الأصلية. ويركز جدول أعمال هذا اليوم على 3 موضوعات رئيسية، وهي: التخطيط المتكامل لاستخدام الأراضي، مما يساهم في تحقيق التوازن بين الطلبات والموارد، والروابط المختلفة بين المناطق الريفية والحضرية، الأمر الذي يخفف التدهور البيئي، وحيازة الأراضي التي من شأنها أن تحد من الفقر وتدعم الإدارة المستدامة للأراضي وتعزز الأمن الغذائي.
اليوم السادس
يوم 7 ديسمبر، وهو يوم الشعب، والغرض منه إبراز الدور المهم والحاسم للجهات الفاعلة غير الحكومية في معالجة مشكلة التصحر وتدهور الأراضي، وتشتمل تلك الجهات على: النساء والشباب والمزارعين ومنظمات المجتمع المدني والحكومات المحلية. ويُعد هذا اليوم فرصة رائعة لخلق نقاشات بين الجهات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز سبل العيش للمتضررين من تدهور الأراضي. كما يوفر مساحة لعرض قصص النجاح والابتكارات وتبادل المعرفة.
اليوم السابع
يوم 9 ديسمبر، وهو يوم مخصص للعلوم والتكنولوجيا والابتكارات، ويدعم الابتكار العلمي من أجل صحة الأراضي وتعزيز قدرات النظم البيئية والمجتمعات على الصمود باستخدام العلوم. ذلك اليوم حافل بإشراك الأكاديميين والمحللين ومنظمات المجتمع المدني. كما يوفر مساحة للمناقشات حول الفجوات العلمية والبيانات، ومن المنتظر إطلاق خطة عمل لتعزيز جهود الإدارة المستدامة للأراضي.
اليوم الثامن
يوم 10 ديسمبر، وهو يوم القدرة على الصمود، الذي يرمي إلى تعزيز ومعالجة القضايا المتعلقة ببناء مرونة الأراضي في مواجهة التغيرات المناخية وانتشار ظاهرة الجفاف والعواصف الرملية والترابية وزيادة تدهور الأراضي. من المنتظر أن تُعرض حلول مبتكرة لتعزيز التعاون العالمي وأنظمة الإنذار المبكر ودعم مسارات المرونة، خاصة للمجتمعات الأكثر ضعفًا.
اليوم التاسع
يوم 11 ديسمبر، وهو يوم مخصص للتمويل وإشراك أصحاب المصلحة في التمويل، بما يتضمنه من مؤسسات ووزارات مالية وجهات مانحة وصناديق استثمار. هذا بدوره يسهم في رفع الوعي حول فرص تمويل الأراضي لحمايتها والحفاظ عليها واستعادتها، كذلك التكيف مع وضع الجفاف الذي يجتاح العالم ويتفاقم مع ظاهرة الاحتباس الحراري.
وخلال اليومين الأخيرين، من المفترض أن تُعلن نتائج وثمار المؤتمر، وأخيرًا اختتام المؤتمر الذي يُمثل فرصة لمكافحة وعلاج مشكلة التصحر التي تهدد أمننا الغذائي وتضر بحياة 3.2 مليار إنسان حول العالم.