تُعد المحيطات أكبر مساحة على سطح الأرض تعيش فيها الكائنات الحية، إذ تشغل نحو 70% من مساحة سطح الأرض.

ويُعد سطح المحيط هو نقطة التقاء وتفاعل أنماط الطقس بين الغلاف الجوي ومياه المحيطات. وقد توّقع العلماء في السابق أنّ أنماط الطقس في الغلاف الجوي، تؤثر بصورة ما في طقس المحيط الذي يتأثر بالأمواج والدوامات المائية على السطح، وهي عملية مُعقدة.

وفي دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من جامعة روتشستر في الولايات المتحدة الأمريكية، كشف الباحثون عن كيفية تفاعل أنماط الطقس الجوية مع طقس المحيط. وخرجوا إلى مجموعة من النتائج التي نشروها في دورية "نيتشر كوميونيكاشنز" (Nature Communications) في 30 يناير/كانون الثاني 2025.

الدومات

الدومات، والتي تعمل كناقل للمياه من منطقة إلى أخرى، وهي عبارة عن تيارات دائرية عرضها 100 كيلومتر. تتميز الدومات بدرجات حرارة وملوحة مختلفة، ما يمكنها من الحركة. وتلعب دورًا محوريًا في دوران المحيطات عبر نقل المياه، ما يجعلها تؤثر على المناخ.

تصحيح فهم خاطئ

كان الاعتقاد السائد هو أنّ الرياح القوية قادرة على إبطاء حركة الدومات، لكن الدراسة التي نشرها باحثو جامعة روتشستر أتت بافتراض جديد، معتمدين على صور الأقمار الصناعية وبيانات نماذج المناخ عالية الدقة.

وجد الباحثون أنّ اتجاه حركة الرياح يؤثر على الدومات بصور مختلفة. على سبيل المثال، هناك الرياح التي تتحرك طوليًا، مثل الرياح التجارية والغربية، تلك الرياح يمكنها إبطاء دوامات الرياح عند الحركة في الاتجاه المعاكس، لكنها تنشط عند دورانها في نفس الاتجاه.

وهذا يعني أنّ الفكرة التي كانت سائدة بأنّ الرياح تبطئ الدوامات باستمرار، لم تكن صحيحة بشكل كامل، بل إنّ الأمر يعتمد على اتجاه الرياح والدوامات.

وهناك عامل آخر دقق فيه العلماء، وهو عبارة عن شبكة معقدة من أنماط الطقس، يصعب ملاحظتها بالعين المجردة، وهي تُمثل نحو نصف الطاقة الحركية للمحيط وتتأثر بالرياح أيضًا.

يرى الباحثون أنّ نتائجهم يمكنها المساعدة في بناء نماذج مناخية أكثر دقة في المستقبل، ما يساهم في التنبؤ بأنماط الطقس في المحيط. ولهذا العديد من التطبيقات، خاصة فيما يتعلق بمصائد الأسماك وتوجيه سفن الشحن.