أشار "تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2024" إلى أنّ متوسط درجات الحرارة العالمية من المحتمل أن تزداد من 2.6 إلى 3.1 درجة مئوية -أعلى من مستويات عصر ما قبل الصناعة- خلال هذا القرن.
وبالفعل، تُشير الأحداث الحالية إلى ارتفاعات مستمرة في درجات الحرارة، لكن ما زالت هناك بعض الآمال بشأن تحقيق هدف "اتفاق باريس" الأبرز، ألا وهو عدم تجاوز متوسط الحرارة 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة، والوصول إلى صافي الصفر بحلول 2050. لكن، يتضح يومًا بعد يوم، أنّ تحقيق هذا الهدف بعيد المنال.
ارتفاع مستمر في الحرارة
وهذا ما وجدته دراسة -أجراها باحثان من جامعة ستانفورد- قائمة على تدريب نظام للذكاء الاصطناعي؛ للتنبؤ بارتفاع درجات الحرارة العالمية خلال السنوات القادمة؛ وقد أفاد مؤلفو الدراسة بأنّ هناك بالفعل فرصة بنسبة 50%، لكي تتجاوز الحرارة العالمية 1.5 إلى درجتين مئويتين حتى في حال تنفيذ البشر أهداف خفض الانبعاثات. ونشروا نتائجهم في دورية "جيوفيزياكال ريسرش ليترز" (Geophysical Research Letters) في 10 ديسمبر/كانون الأول 2024.
بالطبع لهذا العديد من التبعات على مختلف القطاعات، لعل أبرزها تهديد الأمن الغذائي، الذي يتأثر بشدة نتيجة الاحترار العالمي وتواتر الظواهر الطقسية المتطرفة التي قد تقود إلى نتائج سلبية سواء على الماشية أو المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الإنسان بصورة أساسية في نظامه الغذائي. لذلك، يبحث دائمًا العلماء والخبراء في طرائق فعّالة لتعزيز الأمن الغذائي.
محاولة صينية للتكيف
وفي محاولة الصين للتكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية، وللحفاظ على أمنها الغذائي -وهذا مطلوب لدولة يتجاوز تعداد سكانها 1.4 مليار نسمة- فقد بحثت دراسة حديثة في إدارة الزراعة لتعزيز الإنتاجية في ظل التغيرات المناخية، ونشر الباحثون دراستهم في دورية (PNAS Nexus) في 7 يناير/كانون الثاني 2025.
صمّم الباحثون نموذجًا للنظام الزراعي بالصين مع مراعاة السيناريوهات المختلفة لتغير المناخ خلال القرن الحادي والعشرين. ويشمل هذا النموذج مقترحات لتبديل المحاصيل الزراعية وتعزيز آليات التسميد؛ إذ حسّنوا التوزيعات المكانية لسبعة محاصيل أساسية.
وجد الباحثون أنّ تلك التحسينات أسهمت في تقليل النيتروجين المتسرب بنسبة 8.2%، وإدارة المياه بصورة فعّالة بنسبة 24%، وتقليل عمليات الهدر، بالإضافة إلى تعزيز إنتاجية المحاصيل الزراعية بنسبة 14.1%. ويرى مؤلفو الدراسة أنّ اتباع خطة ذلك النموذج من شأنه أن يساعد الصين في تقليل التكاليف البيئية وتعظيم الإنتاجية.