استضافت المنطقة العربية لأول مرة مؤتمر الأطراف المعني بمكافحة التصحر في دورته السادسة عشرة (COP16) بين 2 و13 ديسمبر/كانون الأول 2024.
كان ذلك في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية برئاسة المهندس "عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي" وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي.
الجدير بالذكر أنّ "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر" (UNCCD)، وُلدت من "قمة الأرض" في "ريو دي جانيرو" بالبرازيل عام 1992، وهناك أيضًا وُلدت اتفاقيتا الأمم المتحدة للمناخ والتنوع البيولوجي، وبذلك يُطلق على تلك المعاهدات الثلاث (اتفاقيات ريو).
وانطلق أول مؤتمر للأطراف لمكافحة التصحر في مدينة روما بإيطاليا عام 1997. وبلغت أعداد الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر اليوم 197 طرفًا، منهم 196 دولة والاتحاد الأوروبي.
أبرز مخرجات COP16
هناك هدف بارز لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والذي يهدف إلى استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول 2030؛ إذ نفقد نحو 100 مليون هكتار من الأراضي سنويًا، ما يؤثر في حياة أكثر من 3 مليارات إنسان حول العالم، ويتسبب في فقدان ما يزيد على 6 تريليونات دولار.
لذلك كان من الضروري أن يركز المؤتمر على تعزيز جهود التكيف والمرونة لمكافحة الجفاف. وبالفعل، خرجت العديد من المخرجات، نذكر منها:
1- شراكة الرياض العالمية للصمود في مواجهة الجفاف
في اليوم الافتتاحي، أطلقت رئاسة المؤتمر "شراكة الرياض العالمية للصمود في مواجهة الجفاف"، وتهدف تلك المبادرة إلى تحقيق تحوّل ملموس في معالجة الجفاف حول العالم، عبر تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتخفيف من مخاطر الجفاف وتوفير التمويل اللازم للتكيف مع الجفاف، وتعزيز الاستعداد الاستباقي.
ومن المقرر أن تُدار المبادرة من خلال مكتب دائم، تُغطي المملكة العربية السعودية نفقاته لمدة 10 سنوات على أقل تقدير، والغرض من المكتب ربط البلدان المعرضة لمخاطر الجفاف وتقوية التعاون بينهم. وقد تلقت تعهدات مالية بمقدار مليار دولار من صندوق أوبك ومليار دولار من البنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى تعهد من المملكة العربية السعودية يُقدر بنحو 150 مليون دولار.
2- أجندة عمل الرياض
وفي اليوم الرابع، أطلقت رئاسة المؤتمر "أجندة عمل الرياض"، وهي مبادرة تهدف إلى توحيد الجهود للجهات المختلفة؛ لتقديم حلول فعّالة ودائمة لعلاج تدهور الأراضي والتصحر. وتهدف هذه المبادة إلى تعزيز حياة الجميع من المزارعين إلى الشعوب الأصلية تحت إشراف المملكة العربية السعودية.
ومن ضمن أهداف المبادرة أيضًا المساهمة في تعزيز جهود استعادة الأراضي، ودعم التكيف لمواجهة الجفاف. بالإضافة إلى تحقيق هدف "اتفاق الأمم المتحدة لمكافحة التصحر"، الذي يتمثل في استعادة 1.5 مليار هكتار بحلول 2030.
إذ تُقدر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر انخفاض غلة المحاصيل بنسبة 10% على مستوى العالم بحلول 2050، وبنسبة 50% في المناطق الأكثر تضررًا ما يؤثر سلبًا في الأمن الغذائي، ويتسبب في زيادة الأسعار بمقدار 30%، في الوقت الذي من المتوقع أن يبلغ فيه تعداد سكان العالم نحو 9.7 مليار نسمة، ما يعني الحاجة إلى المزيد من الغذاء والزراعة.
3- مبادرة رصد العواصف الرملية والترابية
في يوم 11 ديسمبر، خلال فعاليات المؤتمر، أعلنت رئاسة COP16 عن إطلاق مبادرة "رصد العواصف الرملية والترابية"؛ إذ يدخل للغلاف الجوي كل عام نحو 2 مليار طن من الرمال والغبار، منها 25% نتيجة الأنشطة البشرية.
وتأتي هذه المبادرة كجزء من أنظمة الإنذار المبكر، لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة العواصف الترابية والرملية. وتموّل المملكة العربية السعودية المبادرة بنحو 10 ملايين دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة.
4- تمويل بنحو 10 مليارات دولار
أعلنت مجموعة البنك الإسلامي للتنمية عن تمويل يُقدر بـ10 مليارات دولار بحلول 2030؛ لصالح مشاريع من شأنها استعادة الأراضي العالمية وحمايتها من الجفاف والتصحر.
وبذلك، تم تأمين ما يزيد على 12 مليار دولار خلال المؤتمر، للمساعدة في تعزيز جهود التكيف والمرونة في مواجهة الجفاف والتصحر، واستعادة الأراضي التي فُقدت جراء التصحر. وهذا مفيد لجميع الأطراف؛ إذ تُقدر توقعات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بأنّ استعادة أكثر من مليار هكتار من الأراضي، من شأنها أن تقدم ما يصل إلى 1.8 تريليون دولار سنويًا.
من جانب آخر، أشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية الذي صدر في اليوم الثاني من المؤتمر إلى أنّ هناك فجوة تمويلية تُقدر بنحو 278 مليار دولار؛ لتحقيق أهداف الاتفاقية.