في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا في ولاية يوتا، تقع البحيرة المالحة الكبرى، والتي تُشير الأدلة التاريخية إلى أنها تشكلت قبل آلاف السنين، لكنها اليوم متأثرة بسبب التغيرات المناخية.

وتحظى تلك البحيرة بأهمية كبيرة، الأمر الذي قاد مجموعة بحثية من جامعة بورتلاند الحكومية للتدقيق في مدى تأثر تلك البحيرة بالاحترار العالمي؛ خاصة أن مستويات المياه فيها قد انخفضت إلى مستويات قياسية في سجلها الذي يزيد على 170 عامًا في عام 2022. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "جيوفيزيكال ريسرش ليترز" (Geophysical Research Letters) في 21 يناير/كانون الثاني 2025.

ضرورة

ويُعد الحفاظ على البحيرة المالحة الكبرى ضرورة؛ إذ إنها تحظى بأهمية تاريخية واقتصادية وبيئية بل وصحية؛ فهي تدر عائدًا سنويًا يُقدر بنحو 1.9 مليار دولار، وتمد الطيور المهاجرة بالغذاء، كما أنها موطن لتكاثر الطيور الساحلية، إضافة إلى أهميتها لدعم نحو 11 منتجعًا للتزلج. من جانب آخر، فهي تؤثر على البيئة والمناخ في تلك المنطقة.

ماذا فعلوا؟

لمعرفة أسباب انخفاض مستويات المياه في البحيرة لتلك المستويات القياسية عام 2022، كان على الباحثين أن يحددوا مدخلات المياه (المتمثلة في المجاري المائية التي تغذي البحيرة بالمياه وكذلك معدلات هطول الأمطار)، وكذلك مخرجات المياه (وهي تعني المياه المتبخرة من البحيرة). لذلك، أنشأ الباحثون نموذجًا يحاكي تغير حجم المياه سنويًا ببيانات لمدخلات ومخرجات المياه.

وماذا وجدوا؟

وجد الباحثون أنّ انخفاض حجم مياه البحيرية يعود إلى سببين رئيسيين، وهما: انخفاض تدفق المياه الجارية وزيادة التبخر. إضافة إلى ذلك، لعب انخفاض هطول الأمطار دورًا في انخفاض مستويات المياه. على الرغم من أنّ دورها كان ضئيلًا، فإنّ انخفاض معدلات هطول الأمطار أحدث فرقًا. من هذا نلاحظ أنّ التغيرات في معدلات المدخلات والمخرجات أحدثت هذا الفرق في حجم المياه إلى أن وصل إلى أدنى مستوياته عام 2022. وتُعزى تلك التغيرات إلى عدة عوامل، يبرز على رأسها الاحترار العالمي.

لذلك، يرى الباحثون أنّ زيادة تدفق المجاري المائية من شأنه أن يسهم في تعافي البحيرة خلال فترة قصيرة. لكن وفي ظل الاحترار العالمي؛ فهناك احتمال كبير بزيادة معدلات التبخر التي تؤدي إلى فقدان المياه على المدى البعيد.

وما زالت هناك تحديات أخرى متعلقة بفقدان مياه البحيرة المالحة الكبرى؛ على سبيل المثال، مع انكماش البحيرة، يظهر القاع الجاف، ما يزيد كميات الغبار في المنطقة الحضرية المحيطة بالبحيرة، وبالتالي تتأثر جودة الهواء. لهذا، من الضروري تعزيز الحلول اللازمة للحفاظ على البحيرة.