تقارير وتحليلات

نشر في : 16-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-16 23:29:34

آلاء عمارة

شهدت الأرض العديد من العصور التي تمتعت بأشكال مختلفة من المناخ. واليوم، يجتهد الباحثون لفهم طبيعة مناخ الماضي، ما يساعدهم على مراقبة دفة التغيرات المناخية بدقة أعلى.

وكلما زادت البيانات المتاحة بين أيادي العلماء، استطاعوا تطوير نماذج مناخية أفضل. لذلك، يسعى الباحثون دائمًا لإيجاد مصادر مختلفة للبيانات. وهذا ما عملت عليه مجموعة بحثية دولية؛ إذ توّصلوا إلى طريقة لتوظيف البيانات الموجودة في السجلات القصصية التي وثقها المبشرون والمستكشفون الأوائل في تنزانيا بجنوب أفريقيا في أثناء القرن التاسع العشر.

وبذلك، استطاع الباحثون بناء سجل أطول لتغير المناخ في تلك المنطقة، ما يعزز دقة نماذج المناخ. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "كلايمت أوف ذا باست" (Climate of the Past) في 12 ديسمبر/كانون الأول 2024.

تحديات

هناك العديد من التحديات في الجنوب العالمي الذي يتمتع بالمناطق الاستوائية، خاصة عندما يأتي الأمر لتغير المناخ. ولأنّ تلك المناطق مهمة لفهم طبيعة المناخ وتطوره على سطح الأرض، دأب العلماء يبحثون عن بيانات وأدلة عن التغيرات المناخية، يعود تاريخها إلى قبل منتصف القرن العشرين؛ خاصة أنّ تلك الفترة فقيرة بالبيانات، ويرجع هذا لعدة أسباب، من ضمنها أنّ إجراء الأبحاث في مثل تلك المناطق عادةً يكون أمرًا صعبًا، إذ يحتاج الأمر إلى تحليل حلقات الأشجار للحصول على البيانات وبناء النماذج. لكن المشكلة أنّ هناك العديد من الأنواع الاستوائية لا توفر حلقات سنوية، واستجابتها للتغيرات المناخية مختلفة.

تتبع!

في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر، كان الأوروبيون يمرون عبر بعض مدن وسط تنزانيا في أفريقيا، ويدونون ملاحظاتهم حول الطقس وأنماط هطول الأمطار وطبيعة المواسم وهكذا. وفي أواخر سبعينيات القرن نفسه، جاءت مجموعات تبشيرية من أوروبا للإقامة في تنزانيا لفترات طويلة، واستمروا في تدوين ملاحظاتهم وسجلوا أنماط هطول الأمطار لنحو 30 عامًا.

وبذلك، ساعد تدوين الملاحظات في الحصول على بيانات واضحة لأنماط الأمطار والفيضانات وفترات الجفاف والحصاد والمراعي لفترة تمتد بين 1856 حتى 1890. ودمج الباحثون بين تلك المعلومات والبيانات التي لديهم، ما ساهم في توفير صورة واضحة للتغيرات المناخية في تلك المناطق.

يحتاج العلماء إلى بيانات الماضي، لفهم الحاضر والاستعداد للمستقبل، خاصة في سياق التغيرات المناخية التي باتت أزمة تهدد حياة كل من يعيشون على كوكب الأرض.