أثناء فعاليات مؤتمر الأطراف COP29، برز تقرير "المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين"، الذي أشار إلى أنّ هناك نحو 120 مليون نازح قسري حول العالم يعيشون في بيئات ترتفع فيها درجات الحرارة بشدة.
ومن المتوقع أن تزداد أعداد البلاد التي تواجه مخاطر التغيرات المناخية، ما يزيد الضغط على البلدان الأخرى الأقل تضررًا وتُضطر لاستقبال أعداد أكبر من النازحين. الأمر الذي زاد الحاجة إلى تضخيم أصوات النازحين في العمل المناخي.
وفي يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، خلال فعاليات COP29، أعلن "ثيو جيمس"، سفير النوايا الحسنة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن شبكة "اللاجئون من أجل العمل المناخي"؛ بغرض دعم المجتمعات النازحة في مكافحة التغيرات المناخية.
ويُشير مصطلح النزوح المناخي إلى الأفراد الذين اضطروا لترك أوطانهم بغير إرادتهم؛ بسبب التغيرات المناخية، إثر حدوث كارثة أو تواتر الظواهر الطقسية المتطرفة المهددة لحياتهم ومعيشتهم.
مخاطر عديدة
يعيش نازحو المناخ العديد من المخاطر؛ فقد لا يجدون مأوى لهم سوى المناطق النائية في مخيمات غير رسمية، ما يعني أنهم لا يمكنهم الوصول إلى الخدمات الأساسية للعيش، ويفتقرون إلى بنية تحتية قوية تساعدهم في مواجهة الفيضانات والجفاف والعواصف وموجات الحر. كما يعانون من نقص الموارد أو القدرة على بناء مجتمعات متكاملة قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي. وقد تتفاقم المخاطر إلى نشوء صراعات على الموارد، ما يؤثر سلبًا على السلام بين الأفراد.
نداء من باكو
وفي يوم الجمعة الموافق 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلقت رئاسة أذربيجان "نداء باكو للعمل المناخي من أجل السلام والإغاثة والتعافي"، والغرض منه هو تطوير استراتيجيات لمنع الصراعات العالمية، وتعزيز الدعم للدول المعرضة بشكل خاص لآثار التغيرات المناخية، والتي يُضطر العديد من سكانها إلى النزوح قسرًا نتيجة آثار التغيرات المناخية. وقد وقع على نداء باكو نحو 132 دولة.
ويُقدم نداء باكو للعمل المناخي من أجل السلام والإغاثة والتعافي، العديد من التوصيات لعلاج القضايا الحرجة والتي تهم النازحين، من ضمنها: تعزيز ممارسات إدارة المياه المستدامة، وكذلك توفير الحلول الزراعية لمقاومة آثار التغيرات المناخية، وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية واستعادة النظم الإيكولوجية.
هذه الممارسات من شأنها دعم النازحين المناخين؛ ليتكيفوا مع التغيرات المناخية. من جانب آخر، يعطي نداء باكو أولوية للدول الأقل نموًا والدول الفقيرة، كما يُولي اهتمامًا خاصًا بالفئات السكانية المهمشة والضعيفة مثل النساء والأطفال وكبار السن.
شراكة دولية تمنح الأمل
وفي هذا الصدد، علقت "إيمي بوب"، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، قائلة: "في عصر تجاوز فيه النزوح الناتج عن المناخ عدد اللاجئين الناتجين عن الصراع؛ فإنّ إنشاء شراكة دولية واسعة النطاق حول نداء باكو، إلى جانب التطوير التاريخي لمركز متخصص في المناخ والسلام في تاريخ مؤتمر الأطراف، يمنح الأمل في اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التحديات المترابطة لتغير المناخ والسلام في المستقبل".
يحتاج ملف النزوح المناخي إلى اهتمام خاص؛ في ظل الاحتباس الحراري الذي يتفاقم يومًا بعد يوم، هناك حاجة ملحة لدعم المجتمعات التي تعاني بشدة من آثار التغيرات المناخية؛ فهذا جزء من تحقيق العدالة المناخية؛ لضمان المساواة بين الأفراد.