تقارير وتحليلات

نشر في : 06-02-2025

تاريخ التعديل : 2025-02-06 15:46:48

آلاء عمارة

الهباء الجوي عبارة عن جسيمات دقيقة معلقة في الغلاف الجوي، وتؤثر على الطقس والمناخ العام بصورة كبيرة؛ فهي قادرة على التحكم في امتصاص الإشعاع الشمسي، ما يحدد كمية الطاقة الحرارية الواصلة للأرض.

من جانب آخر؛ الهباء الجوي يساهم في زيادة كثافة السحب. وتتنوع مصادر الهباء الجوي، منها: المداخن، مواقع البناء، الحرائق، المصانع وغيرهم. وتتشكل في الغلاف الجوي؛ نتيجة بعض التفاعلات للمواد الكيميائية، مثل: أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت.

كانت هناك بعض التعقيدات حول رصد الهباء الجوي في المناطق الحضرية خاصة، ومن المتوقع أنه يرتفع في المناطق الحضرية مقارنة بالريفية، ما يؤثر على التغيرات المناخية. مع ذلك، لم يكن هناك اهتمام كافٍ لمراقبة ورصد الهباء الجوي على الارتفاعات العالية؛ خاصة فوق المناطق الحضرية، وهي عملية مهمة من أجل تعزيز فهمنا للهباء الجوي وتأثيراته. وهذا ما أخذته على عاتقها مجموعة بحثية دولية. ووجدوا أنّ تكوين الهباء الجوي على الارتفاعات العالية فوق المناطق الحضرية كان أكثر وضوحًا، ما يساعد على تقديم فهم أفضل لتأثيرات الهباء الجوي على التغيرات المناخية. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "وان إيرث" (One Earth) في 17 يناير/كانون الثاني ممن العام 2025.

في الأعلى!

في العاصمة الصينية، بكين، المشهورة بالأبراج والمرتفعات والتراث أيضًا. هناك استخدم الباحثون تقنيات متقدمة للقياس على أبراج للرصد، ارتفاعها 325 مترًا تقريبًا، وحللوا كيفية تكوين جسيمات الهباء الجوي على ارتفاعات مختلفة فوق المناطق الحضرية.

وجد الباحثون أنّ القياسات على مستوى الأرض، على الرغم من أنها توّفر الكثير من البيانات القيّمة، إلا أنها لا تلتقط الصورة كاملة لتكوين جسيمات الهباء الجوي، خاصة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، مثل بكين في الصين التي تضم ثاني أعلى تعداد سكاني على مستوى العالم بعد الهند. وهذا يعني أنّ فحص الغلاف الجوي من ارتفاعات عالية، من شأنه أن يساهم في فهم العمليات الجوية في البيئات الحضرية أيضًا.

كشفت الدراسة أيضًا عن أنّ تكوين الهباء الجوي بدى أكثر وضوحًا في الارتفاعات العالية، ووجدوا أنّ نمو الهباء الجوي في المناطق الحضرية تحديدًا، يتم تعزيزه عبر زيادة تركيزات حمض الكبريتيك والرطوبة النسبية.

ووجد الباحثون تكوين جسيمات جديدة على ارتفاعات حضرية مختلفة في بكين، تلك الجسيمات الجديدة قادرة على تعزيز نوى التكاثف (Cloud Condensation Nuclei) على ارتفاعات أعلى. والجدير بالذكر أنّ نوى التكاثف، عبارة عن جزيئات صغيرة تتجمع حولها السحب، لذلك يُطلق عليها في بعض الأحيان "بذور السحب".

تُقدم هذه الدراسة فهمًا أعمق لكيفية تفاعل جزيئات الهباء الجوي والجسيمات الدقيقة الناتجة عن التلوث وأنشطة الإنسان، وتبعات ذلك على التغيرات المناخية، وكلما زاد فهمنا لأمر ما، ازدادت قدرتنا على تقديم حلول وابتكارات أفضل للتخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها.