تقارير وتحليلات

نشر في : 31-10-2024

تاريخ التعديل : 2024-11-11 10:14:48

آلاء عمارة

من الضروري دمج ملف تلوث الهواء في العمل المناخي.. فلماذا؟

وفقًا لموقع (Our World in Data)، يتسبب تلوث الهواء في موت واحد من بين كل 10 أشخاص عالميًا، ما يؤكد الأثر الكبير لنوعية الهواء على صحة الإنسان، وضرورة اتخاذ إجراءات فعّالة لتوفير الهواء النقي للبشر والكائنات الحية الأخرى. ولأنه ملف مهم، يبرز تلوث الهواء في مفاوضات المناخ، فما العلاقة بينهما؟ 

تلوث الهواء

تُعرّف "منظمة الصحة العالمية" (WHO)، تلوث الهواء على أنه تلوث في البيئة الداخلية أو الخارجية عندما يطرأ عليها أي عامل بيولوجي أو فيزيائي أو كيميائي، يقود في النهاية إلى تعديل الخصائص الطبيعية للهواء. وهناك ارتباط وثيق بين تلوث الهواء والتغير المناخي؛ إذ تسهم الملوثات المنبعثة في الهواء الجوي مثل الميثان والغازات الأخرى في الاحتباس الحراري، ما يؤثر في مناخ الأرض وصحة الإنسان والنظم البيئية. من جانب آخر، يؤدي التغير المناخي أيضًا إلى تفاقم مشكلة تلوث الهواء. 

وفي هذا الصدد، جاءنا تعليق من "التحالف العالمي للمناخ والصحة" إلى "نداء الأرض": "يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم تلوث الهواء، بما في ذلك من خلال زيادة مستويات حبوب اللقاح، مما يسبّب الربو التحسسي، والعواصف الترابية بسبب قلة هطول الأمطار، ودخان حرائق الغابات، وتدهور النفايات العضوية ومياه الصرف الصحي، مما يؤدي إلى ذروة قصيرة المدى في تلوث الهواء. وأخيرًا، يتشكل الأوزون الموجود على مستوى الأرض (أو التروبوسفير)، وهو ضار للغاية بالصحة، عندما تتفاعل الملوثات الأخرى كيميائيًا من خلال التعرض لأشعة الشمس".

على طاولة المفاوضات المناخية 

ونظرًا إلى الأضرار الجسيمة لتلوث الهواء على المناخ، كان من الضروري أن يدخل تلوث الهواء في محادثات المناخ، وظهر ذلك جليًا في أثناء فعاليات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2023، وخرج "إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة لـ COP28 للمناخ والصحة"، ووقع عليه ما يزيد على 150 طرفا، ذلك الإعلان الذي أخذ في الاعتبار أهمية العمل على مشكلة تلوث الهواء لحل أزمة المناخ، ولتجنب المخاطر الصحية المرتبطة به. 

وينطلق COP29 بين يومي 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ويحمل على أجندته أيضًا يومًا للصحة، وباعتباره "مؤتمر الأطراف المالي"؛ فمن المنتظر أن يجد الأطراف تمويلًا لحل مشكلة تلوث الهواء؛ باعتبارها أحد آثار ومسببات التغيرات المناخية. وتعليقًا على أهمية التمويل لحل أزمة تلوث الهواء، قالت جيس بيجلي، قائدة السياسات في التحالف العالمي للمناخ والصحة لـ"نداء الأرض": "وفقًا لتقرير عام 2023 الصادر عن صندوق الهواء النظيف، تم الالتزام صراحةً باستهداف تلوث الهواء على مدى السنوات الست الأخيرة (17.3 مليار دولار) و2% من التمويل العام الدولي للمناخ (11.6 مليار دولار) كانت البيانات متاحة. ومن ناحية أخرى، وجدت دراسة أمريكية أن كل دولار ينفق على مكافحة تلوث الهواء يعود بفوائد اقتصادية تقدر بنحو 30 دولارًا". 

يتداخل العمل المناخي مع حل مشكلة تلوث الهواء بصورة عميقة؛ فبحسب شويتا نارايان، قائدة الحملة في التحالف العالمي للمناخ والصحة، في حوار خاص مع "نداء الأرض"، تقول: "وفي بعض البلدان، تعادل الفوائد الصحية المشتركة الناجمة عن انخفاض تلوث الهواء تكلفة العمل المناخي للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى ما بين 1.5 و2 درجة مئوية أو تتجاوزها".

من جانب آخر، تبرز الحاجة الماسة إلى تحديد التدابير اللازمة لتحقيق الهدف الذي دعا إليه COP28 في آخر يوم لاختتام المؤتمر، وهو الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، والذي يُعد أحد الأسباب الرئيسية للتغيرات المناخية، وما يترتب عليها من آثار مثل تلوث الهواء.