في وقت لا يزال فيه مسؤولو الإطفاء يحققون في السبب الدقيق وراء اندلاع الحرائق المميتة التي انتشرت بسرعة كبيرة في ولاية كاليفورنيا، لا ينتاب الخبراء شك في أن السبب المباشر وراء انتشارها وتكثف ألسنة اللهب وهذا الانتشار السريع هو تغير المناخ.
وبحسب accuweather، التي وصفت الحريق بأنه ناتج عن واحدة من أشد أحداث الرياح حدة في العقد الماضي على الأقل، تكافح كاليفورنيا الرياح الشديدة المنتشرة التي تسببت بشكل مباشر في انتشار حرائق الغابات بهذا الشكل.
ويصنّف كين كلارك، خبير الطقس في كاليفورنيا لدى AccuWeather، الذي كان يتنبّأ بالطقس في الولاية منذ 50 عامًا، الحدث بين أكبر حدثين أو ثلاثة أحداث من حيث الشدة.
وتقول accuweather، إن هذا الوضع أسوأ من أي حدث رياح عادي سبق أن شهدته منطقة سانتا آنا من قبل، المعروفة برياحها العاتية.
وقال كلارك: "لقد رأيت هبات رياح تتراوح سرعتها بين 90 و100 ميل في الساعة عبر بعض قمم التلال في مقاطعة لوس أنجلوس، لكن الأمر لا يتعلق فقط بقوة الرياح، بل يتعلق أيضًا بمدى انتشارها، لقد أثر هذا الحدث في العديد من المناطق التي لا تشهد عادةً مثل هذه الرياح القوية، مما أسهم في إشعال النار التي شهدناها على مدار الساعات الـ24 الماضية".
وأوضحت وكالة التنبؤ بالطقس، أنه يمكن أن تُعزى أنماط الطقس المتطرفة في فصل الشتاء في كاليفورنيا بشكل عام إلى تيار الهواء النفاث، الذي كان اتجاهه إلى الشمال أكثر من المعتاد طوال فصل الشتاء، وقد أدى هذا إلى تلقي شمال كاليفورنيا كمية لا بأس بها من الأمطار والثلوج الجبلية في حين ظل جنوب كاليفورنيا جافًا بالكامل تقريبًا.
وأوضح كلارك، أن "سان دييغو تشهد أشد بداية جفاف لها على الإطلاق في فصل الشتاء الجاري، حيث كانت الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 8 يناير/كانون الثاني الأكثر جفافًا على الإطلاق".
وتُظهر البيانات التاريخية أن لوس أنجلوس لم تتلق ربع بوصة من الأمطار منذ منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.
وقد أدى نقص هطول الأمطار في الجنوب إلى جفاف الغطاء النباتي في المنطقة، كما كان الحال خلال أشهر الصيف الحارة.
وقال كلارك: "الأعشاب والأشجار جافة للغاية وقابلة للاشتعال بدرجة كبيرة، مما يسهم في الانتشار السريع للحرائق".
وأكد كلارك أن الرياح القوية ستهدأ تدريجيا، لكنه أكد أيضا أن الرياح لن تهدأ تماما، مشيرا إلى أن "الرياح ستظل قوية في مناطق الحرائق حتى يوم الخميس".
ويزيد من حدة القلق أن كلارك أفاد بأن كاليفورنيا من المرجح أن تشهد حالتين أخريين من الرياح القوية في سانتا آنا في الأيام المقبلة.