بدأ نشطاء المناخ في العالم باتباع سبل مغايرة وغير تقليدية للحصول على الدعم وتحقيق الوعي الجماعي بشأن تغير المناخ.. ما هي؟
مؤخرا، استخدم النشطاء بشكل متزايد نوع جديد من الحيل لتسليط الضوء على التقاعس عن العمل بشأن تغير المناخ في العالم، والهدف هو جذب انتباه عملاء وموظفي الشركات الملوثة الكبرى ومموليهم دون مواجهة صدامية.
وبحسب "فايننشال تايمز"، كان من ضمن الحيل، أن أرسل نشطاء مناخ لعبة إلكترونية عبر الإنترنت، لمئات الموظفين في شركة إدارة الأصول Abrdn بداعي الترفيه.
وبحسب الصحيفة لم يكن هناك سوى طريقة واحدة للفوز باللعبة عبر الإنترنت، وهي إقناع مجلس الإدارة بخفض استثمارات النفط والغاز، وتم إرسال اللعبة إلى الموظفين من قبل نشطاء المناخ وتم حظرها بسرعة على خوادم الشركة.
أيضا، قامت شركة شل بتسوية دعوى قضائية رفعتها ضد جمعية نشطاء المناخ "غرينبيس Greenpeace" في ديسمبر/كانون الأول، بعد أن صعد نشطاء من الجمعية على منصة النفط الخاصة بها في بحر الشمال في عام 2023.
وبعد أن أعلنت شل أنها ستقاضي النشطاء، زار ممثلين عن غرينبيس المقر الرئيسي للشركة في لندن لترك نموذج لـ "أصغر كمان في العالم" world’s tiniest violin، ساخرة من شل لقولها إن الاحتجاج السلمي – الغير عنيف non-violent protest- قد عرض حياة موظفيها للخطر.
كما استعانت جمعية نشطاء المناخ، بمساعدة جيسي أرمسترونغ، مبتكر المسلسل الناجح Succession، للسخرية من شركة شل.
ورفضت شل التعليق على هذه القصة، وكانت قد قالت سابقًا فيما يتعلق بقضيتها ضد نشطاء " Greenpeace"، "بالنسبة لشل، فإن الحق في الاحتجاج أمر أساسي ولم يكن موضع نقاش أبدًا".
وكانت تسوية "غرينبيس - شل" بمثابة نقطة مضيئة نادرة للناشطين في عام حيث خففت بعض أكبر شركات العالم - بما في ذلك كوكا كولا ويونيليفر وول مارت وشل - أو دفعت، بعض أهدافها المناخية والبيئية إلى الوراء.
كما هددت البنوك الأوروبية بالانسحاب من أكبر تحالف مناخي في القطاع ما لم يخفف قواعده، حيث يخشى المسؤولون التنفيذيون من التعاون في مجال صافي الصفر في عهد دونالد ترامب.
ولكن على الرغم من هذه التحديات، يعتقد بعض الخبراء أن تعزيز مزيج من الأمل والفكاهة والواقعية هو أفضل وسيلة لتشجيع العمل بشأن تغير المناخ، وتطوير أنماط الاحتجاج.
وبالاستفادة من هذه الفكرة، تؤكد شركة غلوبال أوبتيميزم الاستشارية، التي شارك في تأسيسها كريستيانا فيغيريس، أحد مهندسي اتفاقية باريس لعام 2015 للحد من الانحباس الحراري العالمي، في نصيحتها للحكومات والشركات أن تغير المناخ لا يزال "قابلاً للتغلب عليه".
ويشير المتفائلون أيضًا إلى أن إحدى الدول التي زادت من تمويل المناخ للدول الأكثر فقراً هي الصين، على الرغم من أنها لا تزال أكبر ملوث في العالم، ولكن الطرح السريع للطاقة الشمسية في البلاد دفع بعض الخبراء إلى استنتاج أن انبعاثات الكربون لديها بلغت ذروتها في العام الماضي، أو ستصل إلى ذروتها في عام 2025، ما دفعها للتحرك فورا لتعزيز اقتصادها المستدام.
أيضا من ضمن دلائل اتباع الفكاهة في الاحتجاجات المناخية، تبنى بعض المتخصصين في الإعلان والاتصالات نبرة أخف، حيث احتشدوا حول حملات مرحة لتسليط الضوء على التقاعس في صناعتهم، في تحول ملحوظ بعيدًا عن النبرة الأكثر مواجهة التي تبنتها مجموعات مثل Just Stop Oil.
وفي سبتمبر/أيلول، وصف نشطاء على شركة "أوغيلفي"، المملوكة لشركة دبليو بي بي، بأنها واحدة من وكالات الإعلان التي لديها أكبر عدد من عقود الوقود الأحفوري.
وفي أعقاب ذلك، أرسل جيمي إنمان، وهو استراتيجي سابق للعلامة التجارية "أوغيفلي"، إلى جانب الممثل الكوميدي والناشط أولي فروست، دعوات بريد إلكتروني مزيفة إلى موظفي أوغيلفي لحضور معرض ترفيهي حول الوقود الأحفوري، يضم ألعاب ترفيهية كانت مصنوعة من أنابيب النفط.
هذه الرسائل من البريد الإلكتروني كان مصدرها حساب الرئيس التنفيذي لشركة دبليو بي بي، مارك ريد، ما يعني تعرضه للاختراق، ولم يقتصر الأمر على دعوة موظفي شركة الدعايا فقط، بل تلقى بعض عملاء أوغيلفي تذاكر المعرض الترفيهي في البريد.
وفي حملة أخرى في عام 2024، استخدم إنمان وفروست معلومات متاحة للجمهور لمعرفة عناوين البريد الإلكتروني لموظفي شركة إدارة الأصول أبردين وإرسال رابط لهم يحولهم مباشرة للعبة على الإنترنت.
وبحسب إنمان، فقد لعب ما لا يقل عن 600 منهم اللعبة، التي سخرت من قرار الشركة المديرة للأصول في المملكة المتحدة بمواصلة الاستثمار في بعض أنواع الوقود الأحفوري.