السالمونيلا (Salmonella)، هي أحد أنواع البكتيريا تعيش في أمعاء الإنسان أو الحيوان وتنتشر في المناطق غير النظيفة والصرف الصحي، تتسبب في الحمى وتشنجات المعدة والإسهال والتسمم الغذائي عند تناول اللحوم أو منتجات البيض غير المطهية جيدًا.
لكن، اتضح أنّ تفشي السالمونيلا يرتبط بالتغيرات المناخية؛ إذ توقعت العديد من الدراسات ارتفاع معدلات الإبلاغ عن عدوى السالمونيلا تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة، ما قد يُسهم في زيادة حالات الإصابة بالعدوى.
انتشار أوسع
أرادت مجموعة بحثية أوروبية فهم كيفية انتشار تلك العدوى؛ خاصة أنّ القارة العجوز تعاني من عدوى السالمونيلا بكثرة. لذلك أجروا دراسة للكشف عن عوامل الطقس المختلفة التي تعزز انتشار السالمونيلا في ظل التغيرات المناخية. ونشروا دراستهم في "جورنال أوف إنفيكشان" (Journal of Infection) في 15 يناير/كانون الثاني 2025.
مقارنة!
قارن الباحثون للحالات المؤكدة المصابة بالسالمونيلا في إنجلترا وويلز خلال الفترة بين عامي 2000 و2016، بين بيانات من وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة (UKHSA) وبيانات مكتب الأرصاد الجوية. وركزوا على 14 عاملًا للطقس.
نتائج
خرج الباحثون بعدة نتائج، أهمها تحديد الظروف الرئيسية التي تحفز انتشار المرض، مثل: درجات الحرارة الدافئة فوق 10 درجات مئوية، درجة حرارة نقطة الندى بين 7 و10 درجات مئوية، الأيام التي يتراوح فيها طول النهار بين 12 و15 ساعة، والرطوبة النسبية.
وللتأكد من صحة تلك الظروف وتأثيرها في تحفيز انتشار السالمونيلا، أجروا تحليلًا مماثلًا لبيانات في هولندا. وهذا يعني أنّ دقة التحليل التي استخدموها الباحثون كانت جيدة بحيث يمكن تطبيقها على نطاق أوسع في بلدان أوروبا المختلفة، بل وفي مناطق مختلفة من العالم ذات الخصائص البيئية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة، مثل المناطق الاستوائية.
يُعد مرض السالمونيلا من أكثر الأمراض المزعجة، ولها آثار جانبية سلبية، فهي تُصيب ما يزيد على 150 مليون إنسان سنويًا، وتتسبب في حالات وفاة تصل إلى 60 ألف حالة. لذلك، من الضروري دراستها جيدًا وتحديد العوامل التي تحفز انتشارها؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنبها وتخفيف حالات الإصابة بها، ما يسهم بدوره في الحفاظ على حياة الإنسان وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.