هناك العديد من أنواع العدوى البكتيرية والفطرية الفتاكة، التي تؤثر بصورة رئيسية في الحيوانات ذوات الدم الحار، مثل الإنسان، والثدييات، والقوارض، وغيرهم، وحتى الكائنات ذوات الدم البارد كالحشرات والشعاب المرجانية والأسماك. وتتنوع العوامل المؤثرة في شدة العدوى.
ولأننا في عصر الاحتباس الحراري، أرادت مجموعة بحثية من جامعة كولومبيا البريطانية، دراسة مدى تأثير العدوى في الكائنات الحية في ظل الحرارة المرتفعة في مختلف النظم البيئية. ووجدوا أنّ العدوى البكتيرية والفطرية تزداد فتكًا خاصة للحيوانات ذوات الدم البارد، ونشروا نتائجهم في دورية "بلوس بيولوجي" (PLOS Biology) في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تحليل
لخص الباحثون 60 دراسة غطت 50 نوعًا من الكائنات الحية ذوات الدم البارد -المصابة بالعدوى البكتيرية أو الفطرية- مثل الحشرات والأسماك والشعاب المرجانية والرخويات وغيرها. وركزوا على ذوات الدم البارد باعتبارها أكثر حساسية لتأثيرات الاحتباس الحراري.
ماذا وجدوا؟
حول العدوى البكتيرية؛ فقد وجد الباحثون أنّ الحيوانات ذات الدم البارد المصابة بالعدوى البكتيرية أكثر عرضة للموت مع ارتفاع درجات الحرارة. أما نظيرتها في درجات الحرارة المعتادة فلم تكن معرضة للموت مثل الأخرى المعرضة للحرارة المرتفعة.
أما بخصوص الحيوانات المصابة بالعدوى الفطرية، فلم تكن الحيوانات في خطر إلا في نطاق معين من درجات الحرارة، تكون فيه الحيوانات أكثر عرضة للموت، وهي مرحلة تكون فيها درجات الحرارة مثالية للفطريات، ما يجعلها في قمة نشاطها، وهذا يعني شراسة العدوى. على عكس درجات الحرارة الأخرى التي لا تكون فيها الفطريات بنشاطها العالي، حتى وإن كانت تلك الحرارة مرتفعة، تقل معدلات الموت بين الكائنات المصابة؛ ففي هذه المرحلة، تكون الفطريات غير نشطة مثل الحرارة المثالية.
يرى مؤلفو الدراسة أنّ ارتفاع درجات الحرارة في ظل التغيرات المناخية قد تتسبب في تعريض الحيوانات ذوات الدم البارد لخطر الموت، تلك الكائنات من أهم عناصر النظم البيئية المختلفة على كوكب الأرض سواء البرية أو البحرية. ويدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير الحرارة المرتفعة على الحيوانات ذوات الدم الحار المصابة بالعدوى البكتيرية أو الفطرية؛ لفهم مدى تأثير المناخ الدافئ على تلك الكائنات أيضًا، واتخاذ التدابير اللازمة للتكيف مع الحرارة المرتفعة.