الميثان من أبرز الغازات الدفيئة المتسببة في الاحترار العالمي؛ ما جعله من أبرز الموضوعات في محادثات المناخ.
ترتفع درجات الحرارة حول العالم بشكل غير مسبوق، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل أهمها انبعاثات الغازات الدفيئة، المتسببة في الاحتباس الحراري. تلك الغازات تتضمن غاز الميثان، الذي تُعادل قوته الاحترارية 80 مرة القوة الاحترارية لغاز ثاني أكسيد الكربون؛ فظهرت الحاجة إلى محادثات دولية للتركيز على خفض انبعاثات غاز الميثان. بالفعل، يُعد غاز الميثان من أبرز الموضوعات على طاولة مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دروته التاسعة والعشرين (COP29) الذي ينطلق بين يومي 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني في باكو عاصمة أذربيجان.
التعهد العالمي بشأن الميثان
في عام 2021، انطلق COP26 في غلاسكو بالمملكة المتحدة، هناك خرج "التعهد العالمي بشأن الميثان" (GMP)، والذي يهدف إلى خفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% مقارنة بانبعاثات عام 2020 بحلول العام 2030. الأمر الذي من شأنه خفض متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.2 درجة مئوية بحلول العام 2050.
على الرغم من الحاجة الضرورية لخفض انبعاثات الميثان، فإنه ما زالت هناك فجوة بين التدابير المتخذة والإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. وفي هذا الصدد، قالت جيني ميللر، المديرة التنفيذية للتحالف العالمي للصحة والمناخ لـ"نداء الأرض": "التدابير الحالية ليست كافية لتحقيق هدف تعهد الميثان. ويتعين دعم هذا التعهد بسياسات وأنظمة وطنية تحدد أهدافًا واضحة لخفض غاز الميثان، وتتضمن قياسًا مستقلًا لانبعاثات غاز الميثان لا تعتمد على الإبلاغ الذاتي من جانب الصناعة، ولديها آليات مساءلة قوية وواضحة، بما في ذلك فرض عقوبات ذات مغزى على الفشل في الحد من الانبعاثات".
في أجندة COP29
في اليوم التاسع من أيام COP29، تحديدًا يوم 19 نوفمبر، وهو اليوم المخصص للماء والغذاء والزراعة، من المنتظر أن تُطلق رئاسة المؤتمر إعلانا حول الحد من غاز الميثان الناتج عن المخلفات العضوية، خاصة أنّ انبعاثات الميثان من المخلفات العضوية عالية. وتقول "ميللر" لـ"نداء الأرض": "يعد الميثان أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، وهو غاز قوي قصير العمر، وبعض الحلول لتخفيف غاز الميثان سهلة نسبيًا ومنخفضة التكلفة. إذا فشلنا في التخفيف من انبعاث غاز الميثان، فسنشهد المزيد من الاحترار بشكل ملحوظ في حياتنا".
يؤثر الميثان في مناخنا وأيضًا جودة الهواء الذي نتنفسه، وقد يتسبب في الإضرار بصحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى. لذلك من الضروري خفض انبعاثاته؛ خاصة أنّ بعض الخبراء يعتبرون أنّ خفض انبعاثات غاز الميثان، هو الطريق الأقصر لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ما يسهم في وضع العالم على المسار الصحيح؛ لتحقيق أهداف اتفاق باريس.