التلوث البلاستيكي أزمة كبيرة للنظام البيئي؛ لذلك من الضروري طرحه على طاولة مؤتمرات الأطراف للنقاش وإيجاد حلول.
على الرغم من أنّ البلاستيك قد أضاف لحياتنا قيمة كبيرة؛ خاصة أنه رخيص الثمن، متعدد الاستخدام ومعقم، سهل الاستخدام، يعتمد عليه البشر في الكثير من مناحي الحياة، فإنه ضار بالنظم البيئية والبحرية، وتُشير التقديرات إلى أنّ استخدام البشر له قد تزايد بصورة حادة خلال آخر 7 عقود؛ ففي عام 1950، كان الإنتاج العالمي من البلاستيك نحو 2 مليون طن فقط، أما اليوم، ومع تزايد الكثافة السكانية واستهلاك البشر، زادت الإنتاجية حتى ارتفعت عن 450 مليون طن.
كيف يضر البلاستيك بالبيئة؟
هناك العديد من المظاهر التي يُضر بها البلاستيك البيئة، منها:
1- حياة الحيوانات
في كثير من الأحيان، تُخطئ الحيوانات وتتعامل مع جزيئات البلاستيك المتناثرة في الماء أو حتى على اليابسة على أنها غذاء وتبتلعه؛ فتتراكم تلك المواد البلاستيكية في الجهاز الهضمي للحيوان، وينتهي بها الأمر للموت، وتزداد أعداد الحيوانات التي تموت بسبب تناول البلاستيك سنويًا. وفقدان الحيوانات، يؤثر سلبًا في الشبكة الغذائية ما يُخل بتوازن النظام البيئي.
2- التربة
يتسبب التلوث البلاستيكي في تغطية سطح التربة، ما يؤثر في نمو النباتات، ويُضر بالتربة، ما يؤثر سلبًا في النهاية في إنتاجية النباتات.
3- انبعاثات ضارة
تتسبب النفايات البلاستيكية في إطلاق كميات كبيرة من غازات الدفيئة، خاصة عند الحرق، مثل: أكاسيد الكربون والكلور.
4- صحة الإنسان
قد تتسرب بعض المواد الكيميائية من الزجاجات أو المنتجات الأخرى التي يمكنها الإتصال بجسم الإنسان، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل اضطراب الغدد الصماء وزيادة في الوزن وانخفاض عام في مستوى الصحة.
في مؤتمرات الأطراف
يستضيف عام 2024 نحو 3 مؤتمرات للأطراف، الأول، مؤتمر الأطرف بشأن التنوع البيولوجي في دورته السادسة عشرة (COP16) في كولومبيا، بين يومي 21 أكتوبر/تشرين الأول حتى 1 نوفمبر/تشرين الثاني، ثم مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29) في باكو بأذربيجان بين يومي 11 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 22 من الشهر نفسه، في حين ينطلق مؤتمر لمكافحة التصحر في دورته السادسة عشرة (COP16) في المملكة العربية السعودية.
تدور العديد من المناقشات في مؤتمر التنوع البيولوجي حول معالجة التلوث بما يتضمنه التلوث البلاستيكي من أجل حماية التنوع البيولوجي؛ خاصة مع تزايد الوعي حول خطورة النفايات البلاستيكية باعتبارها أحد المحركات الرئيسية لفقدان الأنواع، الأمر الذي يقود إلى تدهور النظام البيئي.
ومن المنتظر أن تنتقل النقاشات حول هذا الأمر إلى COP29 في باكو بأذربيجان، والذي يوفر مساحة جيدة لطرح الحلول المستدامة وخلق حوار بشأن التخلص من المواد البلاستيكية في مؤتمر يجمع آلاف الخبراء وصناع القرار من مناطق مختلفة حول العالم. وهذا يعني أنّ مؤتمرات الأطراف محطة مهمة للتفاوض ومناقشة كارثة التلوث البلاستيكي قبل انطلاق الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية الدولية بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية، والتي تنطلق في نهاية نوفمبر في بوسان في كوريا الجنوبية.