تقارير وتحليلات

نشر في : 24-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-24 16:08:49

آلاء عمارة

يذهب العلماء في كثير من الأحيان إلى الماضي؛ باحثين عن تسلسل الأحداث؛ لإيجاد إجابات منطقية وعلمية لفهم تبعات الأحداث الحالية في المستقبل، ما يمكننا من الاستعداد والحد من التأثيرات السلبية.

وهذا ما فعلته مجموعة بحثية دولية ركزوا في دراستهم على الأعاصير المدمرة، ونشروا ما توّصلوا إليه في "أنالز أوف ذا نيويورك أكاديمي أوف ساينسز" (Annals of The New York Academy of Sciences) في 19 ديسمبر/كانون الأول 2024.

أضرارها

تتسبب الأعاصير في الكثير من الخسائر الاقتصادية ويتجلى ذلك تدمير البنى التحتية وخسائر في المباني والممتلكات والأعمال التجارية. وتُزهق الكثير من الأرواح، ويُضطر البشر للنزوح المناخي. فضلًا عن الخسائر البيئية المتمثلة في تدمير الغابات والمناطق الطبيعية الأخرى، وتلوث المياه والتربة. إضافة إلى الخسائر الزراعية وفقدان المحاصيل، ما يهدد الأمن الغذائي.

كل تلك الأضرار من شأنها أن تسبب ضغوطات نفسية وتفتيت للمجتمعات. لذلك من الضروري تحقيق الفهم العميق لتلك الكارثة الطبيعية والاستعداد لها جيدًا، للحد من الأضرار اللاحقة لها وتمكين البشر من البقاء في بلادهم بدلًا من النزوح؛ خاصة وأنه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي في زيادة وتيرة الأعاصير بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15%.

تحليل

يُعد هطول الأمطار جزءًا أساسيًا من الأعاصير. لذلك، راح الباحثون يحللون أنواع وكميات مياه الأمطار المرتبطة بالأعاصير في مناطق تضررت من قبل بسبب الأعاصير. واستخدموا قاعدة بيانات تضم 40 عاصفة مدارية وحللوا بصمة المياه لتلك الأمطار. فهذا من شأنه أن يساعدهم في معرفة المعدل التقريبي لزيادة تواتر الأعاصير المدارية.

نتائج

وجد الباحثون أنّ الأمطار الموسمية المصاحبة للأعاصير ازدادت بين عامي 1984 إلى 2023 من 1% إلى أكثر من 54%. تُعزى هذه الزيادة إلى الحمل الحراري للأعاصير المدارية. هذا بالطبع يؤثر بصورة ما على دورة المياه الإقليمية، ويعزز فهمنا للأحداث الجوية، وأنظمة المناخ.

كلما تعمق فهمنا للظواهر الطقسية المتطرفة المصاحبة للتغيرات المناخية التي يمر بها الكوكب، ازدادت قدرة البشر على إيجاد حلول أكثر فعّالية للتكيف والتصدي لتلك الظواهر والتعايش معها بدون أضرار كبيرة. هذا أيضًا يساهم في تطور العلوم لإيجاد حلول جذرية، ما يقود حياة البشر نحو التطور.