قصص

نشر في : 21-07-2024

حدثت في : 2024-07-23 13:47:04

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

نعم، يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في مكافحة التغيرات المناخية، كيف ذلك؟

على الرغم من وجوده منذ زمن طويل، فإنّ الذكاء الاصطناعي قد صنع قفزة كبيرة خلال الفترة الماضية؛ الأمر الذي دفع الجميع إلى التفكير في كيفية توظيفه في شتى أمور الحياة، ولأن التغيرات المناخية تدق ناقوس الخطر فعليًا، صار الجميع يفكرون في كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في مكافحة التغيرات المناخية. بالفعل هناك العديد من الطرائق التي نتناولها الآن. 

الذكاء الاصطناعي 

الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحليل كميات ضخمة من البيانات خلال وقت قياسي، ما يساعد البشر على اتخاذ القرارات المناسبة. وهنا تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي، الذي من الممكن أن يُسهم في تغيير صناعات بأكملها.

يأتي هذا في الوقت الذي يعيش فيه نحو 4 مليارات من سكان الأرض في خطر من التغيرات المناخية، علمًا بأنّ عدد سكان الأرض وصل في نهاية 2022 إلى 8 مليارات نسمة. 

مكافحة التغيرات المناخية 

وهنا نعرض 7 طرائق، يستطيع من خلالها الذكاء الاصطناعي تدعيم البشر في مواجهة التغيرات المناخية: 

1- تتبع ذوبان الجليد 

يُعد ذوبان الجليد من ضمن أبرز الكوارث التي تسببها التغيرات المناخية. لذلك يحرص العلماء على ملاحقتها وتتبعها جيدًا، لكن عملية قياس مقدار الجليد الذائب مرهقة، وقد تأتي بنتائج غير دقيقة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي، الذي يقيس مقدار ذوبان الجليد بسهولة ودقة عالية، كما يمكنه تحديد الجبال الجليدية في البيئات التي تؤوي الكثير من الجليد البحري، ما يسهم في تتبع دورة حياة تلك الجبال منذ ولادتها حتى ذوبانها، وهذا كان أمرًا صعبًا من قبل في تلك المناطق، إذ تكون أعداد الجبال الجليدية فيها كثيرة.  وبالفعل، تمكن العلماء باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي على الأقمار الاصطناعية، من تحديد نحو 30 ألف جبل جليدي، أغلبها صغيرة نسبيًا، بمساحة 1 أو أقل من كيلومتر مربع. 

2- مكافحة إزالة الغابات 

الغابات هي رئة العالم التي تحميه من آثار التغيرات المناخية، لذلك فإزالتها ليست في صالح الإنسان، وتكافح الحكومات من أجل الإبقاء عليها، لكن الأنشطة البشرية تقف حائلًا. ويأتي دور الذكاء الاصطناعي، الذي يتجلى في رصد إزالة الغابات في الوقت الحقيقي عبر مراقبة وتحليل صور الأقمار الصناعية، كذلك تحديد مناطق إزالة الغابات وقطع الأشجار بصورة غير قانونية، ومراقبة جهود إعادة التشجير، هذا كله يُسهم في مكافحة ظاهرة إزالة الغابات. 

3- إعادة تدوير النفايات  

يمكن لمصانع النفايات ربط أنظمة الذكاء الاصطناعي بروبوتات فرز النفايات، ما يسهل عملية فصل النفايات عن المواد القابلة لإعادة التدوير بدقة أعلى. من جانب آخر، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل كنظام لمراقبة جودة فرز النفايات. 

4- تنظيف المحيطات 

تعاني المحيطات من التلوث بفعل الأنشطة البشرية، خاصة التلوث البلاستيكي الذي باتت آثاره القاتلة للحياة البحرية جلية للجميع. ويكمن دور الذكاء الاصطناعي في هذه المهمة في تطبيق تقنيات التعلم الآلي؛ لتحسين كفاءة أجهزة التنظيف، وتعزيز التنبؤ بتراكم النفايات البلاستيكية في المحيطات وتحديد المناطق الملوثة؛ ما يُسهم مستقبلًا في حماية الحياة البحرية. 

5- التنبؤ بالكوارث الطبيعية 

تستخدم العديد من الشركات تقنية الذكاء الاصطناعي، للمساعدة في التنبؤ بأنماط الطقس والكوارث الطبيعية المصاحبة للظواهر الطقسية المتطرفة، ما يساعد المجتمعات والسلطات على التخطيط الجيد لمواجهة تلك الكوارث، ما يعزز التكيف مع التغيرات المناخية ويخفف من تأثيرها.

6- تقليل البصمة الكربونية في الصناعات 

يمكن للشركات والمؤسسات تقليل انبعاثاتها من غازات الدفيئة وتحقيق أهدافها المناخية عبر مراقبة الانبعاثات وخفضها، بل التنبؤ بها باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي. 

7- إعادة التشجير 

يدعو الخبراء إلى ضرورة إعادة التشجير وإفساح المجال للطبيعة، بصفته حلا من حلول المناخ، وهنا يأتي الذكاء الاصطناعي بدور فريد، يتمثل في تحديد المناطق الصالحة لإعادة التشجير وتحديد أنواع وأعداد البذور اللازمة للزراعة في منطقة محددة. ويمكن عبر الذكاء الاصطناعي أيضًا زراعة البذور في المناطق التي يصعب الوصول إليها، باستخدام طيارات يتم توجيهها بوساطة الذكاء الاصطناعي. 

الذكاء الاصطناعي قوة كبيرة لها مستقبل باهر، وما زال البشر يستكشفون قدراته المأمول توجيهها لصالح البشرية. ويرى البعض أنه قد يكون حلًا فعّالًا ومثاليًا للتكيف مع أزمة المناخ العالمية.