قصص

نشر في : 30-04-2024

حدثت في : 2024-04-30 13:02:40

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

ينتشر مصطلح بالوعة كربونية؛ فما المقصود بذلك المصطلح؟

يُشكل الكربون مشكلة كبيرة فيما يتعلق بالاحترار العالمي. لذلك، يسعى العلماء دائمًا لإيجاد الطرائق الفعّالة لإزالته وتقليل كميته وانبعاثاته في الغلاف الجوي، وهنا ظهر مصطلح «بالوعة الكربون»، والذي يُوحي اسمه بإمكانية التخلص من كميات كبيرة جدًا من غاز ثاني أكسيد الكربون بدون مجهود كبير، نعم هناك الكثير من الكائنات الطبيعية المصممة بطريقة إبداعية تُمكنها من ابتلاع كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون وتقليل كميته في الغلاف الجوي، وإلا كان حرارة الأرض أعلى من أن يكون عليها حياة طبيعية. 

بالوعة الكربون 

وهو مصطلح يُشير إلى أي شيء يمكنه امتصاص الكربون من الغلاف الجوي بدرجة أكبر مما يُطلقه، على سبيل المثال، الأشجار والنباتات التي تمتص كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون من أجل عملية البناء الضوئي وتُطلق الأكسجين. وبمقارنتها بمصادر الكربون، نجد أنّ الأخيرة هي أي شيء يُطلق كميات كبيرة من الكربون في الغلاف الجوي أكثر مما تمتصه، مثل: الوقود الأحفوري. 

حماية بالوعات الكربون 

تُعد بالوعات الكربون كنزًا ثمينًا، يجب أن يسعى البشر لحمايته بكافة الطرائق؛ وعدم إجهاده للحد الذي يُفقده قدرته على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخفيف درجات الحرارة، على سبيل المثال: 

الغابات 

وهي تمتص ما يزيد عن 2.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. مع ذلك، يجور الإنسان عليها كثيرًا ويحولها إلى أراضي خاصة بالرعي والزراعة والتوسع العمراني، الأمر الذي يعود بالسلب على قدراتها وكذلك على الأنواع النباتية والحيوانية التي تعيش فيها، ولحمايتها يجب العمل على عدة إجراءات، منها: سن القوانين، مكافحة ظاهرة إزالة الأشجار والتجارة غير المشروعة في الأنواع، ونشر الوعي بأهمية استخدامها بصورة مستدامة. 

التربة 

تمتص التربة ما يقرب من ربع إجمالي الانبعاثات البشرية سنويًا، ما يجعلها واحدة من أهم البالوعات الكربونية، خاصة في الأراضي الخثية أو التربة الصقيعية، والتي لديها سعة كبيرة لتخزين الكربون. لكنها معرضة لتهديد كبير بسبب التغيرات المناخية والحاجة إلى الغذاء، خاصة مع النمو السكاني الكبير الذي يشهده العالم في وقتنا الحالي، إضافة إلى التلوث الكيميائي المنتشر. لذلك، يجب وضع قوانين صارمة تحمي التربة. 

المحيطات

واحدة من أهم البالوعات الكربونية، وقد امتصت نحو ربع الانبعاثات الدفيئة التي انطلقت منذ بدء الثورة الصناعية في أثناء القرن التاسع عشر. ويعود الفضل في ذلك إلى أنّ بيئة المحيطات غنية بالأنواع المختلفة، منها العوالق النباتية الطحالب البحرية التي تمتص ثاني أكسيد الكربون من أجل عملية البناء الضوئي، لتغذية الكائنات البحرية الأخرى. لكن هناك مشكلة كبيرة تعاني منها المحيطات وهي إلقاء البلاستيك فيها، الأمر الذي يؤثر على قدرة العوالق النباتية والطحالب على القيام بعملية البناء الضوئي، لذلك من أهم الإجراءات اللازمة للحفاظ على  المحيطات هي سن قوانين لمكافحة التلوث البلاستيكي. 

بصورة عامة، يحتاج العالم اليوم إلى اتخاذ إجراءات صارمة بشأن البالوعات الكربونية، خاصة وأنها كنز ثمين، لا يمكن التفريط فيه والذي بدونه لكانت الحياة على سطح الأرض قد تدمرت.