قصص

نشر في : 28-07-2024

حدثت في : 2024-08-01 15:26:42

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

كيف تساعد جهود التخفيف من تغير المناخ الشركات في تقليل تكلفة رأس المال؟

وضعت الأمم المتحدة 17 هدفًا للتنمية المستدامة، على أن تتحقق بحلول 2030، وتحتاج جميع القطاعات، بما فيها الشركات، إلى العمل على تلك الأهداف، لتحقيق الاستدامة. لكن يبدو أنّ الفوائد لا تقف عند الاستدامة، بل أيضًا توّصلت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من جامعة كيوشو في اليابان إلى أنّ اتخاذ الشركات لإجراءات التخفيف والتكيف مع آثار التغيرات المناخية قد يقلل تكلفة رأسمال الشركة، بل وتكسب ثقة المستثمرين. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "كوربورات سوشيال ريسبونسيبليتي آند إنفيرونمنتال مانيجمينت" (Corporate Social Responsibility and Environmental Management) في 20 مايو/أيار 2024. 

مناخ ومال

في عام 2009 أُنشئ "مجلس الاستقرار المالي" (FSB)، وهو جهة دولية مهمتها الأساسية مراقبة النظام المالي العالمي، وفي عام 2015، ومع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي وظهور آثار التغيرات المناخية جلية، قرر مجلس الاستقرار المالي إنشاء "فريق العمل المعني بالافصاحات المالية المتعلقة بالمناخ" (TCFD)؛ لتعزيز المعلومات المالية المتعلقة بقضية التغيرات المالية. وبالفعل، يُطلق الفريق تقارير منتظمة مدعمة ببيانات حول الأوضاع المالية للشركات والمؤسسات وغيرها في سياق التغيرات المناخية. وهي بذلك توفّر للشركات إطارًا لمشاركة المعلومات المالية المرتبطة بالتغيرات المناخية، وتُعد اليابان واحدة من ضمن الدول التي تؤيد مثل هذه التقارير.

اعتمد فريق البحث من جامعة كيوشو على بيانات "فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ" لنحو 2100 شركة يابانية على مدار 5 سنوات، بين عامي 2017 و2021. وتتضمّن هذه البيانات والمعلومات الالتزامات والإجراءات التي تتخذها الشركات والمرتبطة بالتغيرات المناخية. وحلل الباحثون تلك البيانات؛ للوصول إلى تأثيرات تلك الإجراءات على تكاليف رأس المال. 

ماذا وجدوا؟ 

وجدوا أنّ الشركات، التي تُطلق مستويات مرتفعة من انبعاثات غازات الدفيئة، قد تُضطر إلى الاقتراض لجمع الأموال. أما الشركات الأخرى التي تشارك البيانات والمعلومات الخاصة بالتغيرات المناخية علنًا، وتتبع إرشادات فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ فيما يتعلق بإجراءات تخفيف تغير المناخ، تستفيد من انخفاض تكاليف رأس المال، ويجدون مستثمرين لشركاتهم. وبخصوص الشركات التي تُقدم وعودًا واهية، دون اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للتنفيذ، فلا تستفيد، خاصة أنّ أكثر المستثمرين اليوم يهتمون بالأوضاع البيئية للشركة من أجل التمويل والاستثمار فيها. 

تكاليف الأسهم! 

وجد الباحثون أيضًا أنّ زيادة انبعاثات غازات الدفيئة، وتبعاته من الأحداث الطقسية المتطرفة والمخاطر المادية، قد تدفع المستثمرين في بعض الأحيان إلى أن يطالبوا الشركات بعوائد مادية أعلى، ما يعني ارتفاع أسعار أسهم الشركات. 

وللحد من تلك الظاهرة، يسعى المستثمرون إلى دراسة مخاطر التغيرات المناخية على الشركة قبل أن تستثمر فيها، وما إذا كانت الشركة تبذل جهودًا من أجل التخفيف أو التكيف مع التغيرات المناخية، ما يقلّل الخسائر ويزيل فزع فكرة انهيار الشركة أو السلع الخاصة بها؛ بسبب الأحداث المناخية، خاصة في دولة مثل اليابان التي هي عبارة عن مجموعة من الجزر في شمال المحيط الهادئ وبحر اليابان. 

لذلك، من صالح الشركات مشاركة بياناتها المتعلقة بالتغيرات المناخية بشفافية مطلقة، فتكتسب ثقة المستثمرين والعملاء. ولاحظ الباحثون أيضًا أنّ ذلك يسهم في خفض أسعار الأسهم بالإضافة إلى اتباع إرشادات فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ. 

ويرى مؤلفو الدراسة أنّ تلك النتائج لا تدعم فقط الشركات في اليابان، بل على مستويات أوسع، ويجب على الشركات والمؤسسات التي تسعى للنجاح اتخاذ تدابير التغيرات المناخية في الاعتبار عند العمل.