تقارير وتحليلات

نشر في : 30-07-2024

حدثت في : 2024-07-31 12:59:44

بتوقيت ابوظبي

أيمن صالح

أدت موجة الجفاف التي تشهدها جزيرة صقلية الإيطالية إلى القضاء على محاصيل الحبوب وحرمان الماشية من المراعي، واندلاع حرائق مدمّرة، ما تسبب في أضرار تقدر بنحو 2,7 مليار يورو هذا العام.

وقال سلفاتوري مايكل أميكو، وهو مزارع في سان كاتالدو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة في صقلية: "ليس هناك أمل، لأن الأمطار لم تهطل منذ مايو/أيار من العام الماضي، قُضي على كل الحقول المزروعة؛ لا يوجد قمح ولا شعير ولا شوفان".

ومنذ مايو/أيار، أعلنت حكومة جورجيا ميلوني حالة الطوارئ في صقلية في مواجهة الجفاف، بهدف توفير الأموال لشراء صهاريج مياه وحفر آبار وتجديد محطات ضخ وتحلية المياه.

لكن كل تلك الحلول لم تُسهم في تحسين الظروف إذ استمر ارتفاع درجات الحرارة في الأشهر التالية، ما اضطر المزارعين إلى التخلي عن محاصيلهم.

وهذا العام، يُتوقع أن تشهد صقلية التي كانت تعد في السابق سلّة غذاء اليونان وروما المهددة بالتصحر بسبب احترار المناخ، تراجع محاصيلها بنسبة تزيد على 50 % في المتوسط وفقا لكولديريتي، الرابطة المهنية الزراعية الرئيسية في هذا القطاع.

وقال بيبي بالمييري، وهو عضو في الرابطة: "لم تهطل الأمطار هذا العام، لذلك لم نحصد شيئا ولا نستطيع إطعام الحيوانات أو سقيها".

5800 هكتار محروقة

من جهته، أكّد المزارع الآخر فابيو سكارانتينو الذي يواجه المشكلات نفسها أن "تغيّر المناخ في صقلية واقع، تحدثنا عنه في الماضي، لكن لم نكن نتصور أننا سنعاني تبعاته بشكل مباشر".

وأشار إلى أنه خلافا لسواحل صقلية التي تعتمد بشكل رئيسي على السياحة، فإن تغير المناخ "في المناطق النائية التي تعتمد على تربية الماشية والزراعة، له تأثير كبير".

وصرّح ماسيمو بريمافيرا، مسؤول "كولديريتي" في مدينة كالتانيسيتا، التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة، بأن العائلات التي تمارس الزراعة منذ أجيال تجد نفسها بلا آفاق مستقبلية، في حين "أن علماء بيئة حقيقيين هم الذين يحمون هذه المنطقة من الهجر والتصحر".

وإلى جانب التهديد الذي يشكّله على الماشية وحقول الحبوب، يؤثر الجفاف أيضا في أشجار الفاكهة وكروم العنب وبساتين الزيتون، في حين أتت الحرائق على 5800 هكتار من الأراضي الزراعية منذ مطلع تموز/يوليو.

وشدّدت "كولديريتي" أيضا على أن "آثار الجفاف تتفاقم بسبب نقص الاستثمار في نظام بنى تحتية يسمح بتجنب هدر المياه وضمان بقاء المزارع".

وبحسب معهد الإحصاء الوطني، تسجّل صقلية أحد أعلى معدلات هدر مياه الشرب في البلاد مع فقدان 51.6 في المئة من المياه في دوائر التوزيع عام 2022.

ومع احترار المناخ والجفاف اللذين يهددان القطاع الاقتصادي بالكامل، تواصل إيطاليا إهدار مواردها المائية، ففي كل يوم، تُفقد 157 لترا لكل من سكانها، "وهو ما يؤكد استمرار عدم كفاءة العديد من شبكات التوزيع"، وفق المعهد.