قد يتسبب التغير المناخي في إدخال ضيف غير مرحب به إلى منزلك. إنها الحشرات!

عادةً ما تكون الحشرات هي الضيف غير المرحب به في أي منزل؛ بغض النظر عن أنّ بعض البلاد تعتمد عليها مصدرا للغذاء، لكن بوجه عام؛ إنّ وجودها يُعد في كثير من الأحيان مؤشرًا على الأمراض أو عدم النظافة، وتأتي التغيرات المناخية بتأثيرات سلبية على الحشرات، ما يعود بالسلب علينا نحن البشر. كيف ذلك؟ حسنًا، تلك قصة، قبل الخوض فيها، لنرى كيف أنّ الحشرات ضرورية للنظام البيئي. 

لماذا الحشرات ضرورية؟ 

وفقًا لـ"الصندوق العالمي للطبيعة" (WWF)؛ فهناك الكثير من الفوائد للحشرات في حفظ النظام البيئي، لعل أبرزها: 

• السيطرة على الأمراض: حشرة مثل اليعسوب، أو تُعرف أيضًا بحشرة التنين، ربما تكون مزعجة للبعض، لكنها في الوقت نفسه تتغذى على ناقلات الأمراض؛ فتخفف انتشارها. وهناك حشرات مثل الدبابير، وهي أيضًا غير محبوبة لدى أغلب الناس؛ لكنها تمنع تحوّل اليرقات إلى آفات، ما يوفر المبيدات الحشرية المصنعة خصوصا لمكافحة الآفات. 
• خفض إجمالي الانبعاثات الدفيئة: نعم، يمكن للحشرات الصغيرة مثل خنافس الروث أن تقلل من انبعاثات غاز الميثان الناتج عن لحوم الأبقار وفي مزارع الألبان، وذلك عبر تحليل ودفن روث الحيوانات في المزرعة؛ فبدلًا من إطلاق الانبعاثات الدفيئة في الغلاف الجوي، تُدفن في الأرض. 
•  تنظيف المياه: هناك بعض الحشرات، مثل ذبابة القمص، تعمل على تنظيف البرك والجداول والأراضي الرطبة عبر تفكيك الحطام الموجود فيها، وبالتالي توّفر مياه نظيفة لاستخدام البشر والكائنات الحية الأخرى. 
• مفيدة للمزارعين: يكتشف علماء الحشرات كل يوم المزيد من أنواع الحشرات؛ لأنّ أنواعها كثيرة جدًا، وهناك ما يقرب من نحو مليون نوع معروف. فقط 0.5% منها يدمر المحاصيل الزراعية. مع ذلك، هناك الكثير من الأنواع التي تعمل على زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتفترس أنواع الأعشاب والآفات الضارة؛ فتوفر على المزراع جهدا كبيرا.
• غذاء للطيور: تعتمد الكثير من الطيور حول العالم على الحشرات كمصدر للغذاء. وتُقدر كمية الحشرات التي تستهلكها الطيور عالميًا في الغذاء بنحو 500 طن. 
• الملقحات: تلعب الحشرات دورًا حيويًا في تلقيح العديد من النباتات، لعل أبرزها حشرة النحل، ومن دونها، سنخسر الكثير من النباتات التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية، مثل الطماطم. 

حشرات في منزلك 

مثل بقية الأنواع، تتأثر الحشرات بالتغيرات المناخية بعدة صور، لكن، ربما تتسبب في جلبها إلى منزلك؛ لعدة أسباب: 

1- موسم نمو أطول 

مع ارتفاع درجات الحرارة؛ بسبب التغيرات المناخية، قد تطول مواسم نمو الحشرات، وهذا يعني أنها تتكاثر لمرات أكثر؛ فتزداد الأجيال الناتجة، وبالتالي زيادة أعداد الحشرات المضافة إلى البيئة، ومنها أنواع تدخل المنزل، ومع زيادة أعدادها، تزداد احتمالية وجود أعداد كثيرة عن المعتاد في المنزل. 

2- الهجرة إلى مناطق جديدة 

مع ارتفاع درجات الحرارة، هناك بعض الحشرات التي تهرب إلى مناطق جديدة أكثر ملاءمة لدورة حياتها؛ بحثًا عن بيئة أكثر ملاءمة لها. وهذا من ضمن أسباب ظهور أنواع جديدة من الحشرات في مواطن مختلفة. 

3- تواتر الظواهر الطقسية المتطرفة 

أي مخلوق يهرب من الظواهر الطقسية المتطرفة مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة والجفاف وغيرها، قد يجد المأوى المناسب داخل منزلك. وفي بعض الأحيان، قد تجرب تلك الظواهر المتطرفة الحشرات من التربة إلى داخل المنزل. 

4- الشقوق

تواجه الأبنية الكثير من التحديات؛ خاصة مع تقدمها في العمر؛ وما يزيد الأمر سوءًا التغيرات في درجات الحرارة، التي قد تتسبب في تشكيل الشقوق في البناء؛ وهذه الشقوق مدخل مناسب للحشرات إلى المنزل. 

لا شك في أنّ الحشرات مهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي، وكذك توازن النظام البيئي. لكن زيادة أعدادها قد لا يكون إيجابيًا، بل يتسبب في أضرار كثيرة أبعد بكثير من كونها مصدر إزعاج لدى بعض البشر.