قصص

نشر في : 31-07-2024

حدثت في : 2024-08-02 15:59:28

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تواجه البحيرات أيضًا تحديات مع التغيرات المناخية؛ فهل تصمد؟

ارتبطت البحيرات منذ قديم الزمان بحياة الإنسان وحضاراته ومعيشته، ويوجد حول العالم ما يزيد على 304 ملايين بحيرة، وهي عبارة عن مسطحات مائية تُحيط بها اليابسة من جميع الاتجاهات، وتنتشر في البيئات المختلفة، مثل: الصحاري والسهول والجبال. وتتمتع البحيرات بأهمية كبيرة في حفظ توازن النظام البيئي. 

فوائد البحيرات للنظام البيئي 

هناك العديد من الفوائد للبحيرات، التي تعود على النظام البيئي بالإيجاب، وهذه أبرزها: 

1- التنوع البيولوجي 

تتمتع البحيرات بتنوع بيولوجي غني، ما بين الأنواع النباتية المائية المختلفة والأسماك والبرمائيات والطيور التي تتخذ البحيرات كموائل. بالإضافة إلى تدعيمها للنظام البيئي للأراضي اليابسة حولها، وهي متنوعة من حيث ملوحة المياه وعذوبتها، ما يعني تنوع بيئاتها التي تناسب كميات أكبر من الأنواع البيولوجية، نباتية كانت أم حيوانية أو أنواع أخرى. 

2- تنظيم المياه 

تلعب البحيرات دورًا مهمًا في تنظيم عملية تدفق المياه وتخزينها في طبقات المياه الجوفية، ما يقلل من حالات الجفاف، وكذلك الفيضانات عبر امتصاص مياه الأمطار. هذا كله يُسهم بصورة كبيرة في الحفاظ على مستويات المياه وتنظيمها.

3- تدوير الغذاء 

تُقدم البحيرات فوائد أخرى للنظام البيئي عبر إعادة تدوير المواد الغذائية؛ إذ تضم العديد من الكائنات الحية المحللة التي تفكك المواد إلى صورها الأولية، مثل الفوسفات والكربون وغيرهما، وبذلك تعود تلك العناصر إلى النظام البيئي مرة أخرى، وتستفيذ منها كائنات أخرى. 

4- عزل الكربون وتخزينه

تمتص البحيرات غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، كما أنّ رواسب البحيرات لديها قدرة كبيرة على تخزين الكربون العضوي.

تهديد 

كغيرها من المسطحات المائية على سطح الأرض، فإن البحيرات مهددة بالتغيرات المناخية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة بصورة متزايدة مقارنة بعصر ما قبل الصناعة؛ بسبب الأنشطة البشرية. ولتقريب المشهد، أجرت مجموعة بحثية من (Institute for Basic Science) في كوريا الجنوبية دراسة لمحاكاة تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة في البحيرات، ووجدوا أنّ البحيرات في جميع أنحاء العالم معرضة إلى أن تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة على سطح المياه وتحت السطح، تزامنًا مع الحرارة المرتفعة. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "نيتشر جيوساينس" (Nature Geoscience) في 12 يوليو/تموز 2024.

محاكاة! 

أجرى الباحثون ما يقرب من 100 عملية محاكاة باستخدام نموذج حاسوب متطور في الفترة ما بين 1850 و2100؛ أي منذ عصر ما قبل الصناعة حتى نهاية القرن الحالي، وتُظهر عمليات المحاكاة استجابات البحيرات المختلفة للتغيرات المناخية. ووجدوا أنّ البحيرات ستواجه تغيرات واضحة، كاستجابة للتغيرات المناخية في نهاية هذا القرن. 

ومن المتوقع أن تتأثر البحيرات الاستوائية بسرعة أكبر مقارنة بالبحيرات الأخرى، خاصة عندما يصل الاحترار العالمي إلى 2.4 درجة مئوية. وستتأثر الكائنات الحية الموجودة داخل البحيرات أيضًا، وقد تُضطر إلى الهجرة بحثًا عن مواقع أكثر ملاءمة للمعيشة. 

يرى مؤلفو الدراسة أنّ الأنشطة البشرية قد تقود مناخنا إلى الحد الذي يُضطر بالحياة في البحيرات، والتي وجودها مهم لتدعيم النظام البيئي والحفاظ على التوازن.