دخل الإعصار هيلين على خط حملة الانتخابات الرئاسية بعدما بلغت حصيلته الموقتة 130 قتيلا، الى جانب الخراب الكبير في جنوب شرق الولايات المتحدة، إذ حمّل المرشح دونالد ترامب إدارة جو بايدن بسبب طريقة تعاملها مع هذه الكارثة.
لا يزال من الصعب تقييم حجم الأضرار التي خلفها الإعصار الذي ضرب مساء الخميس فلوريدا، قبل أن يمر في ولايات أخرى، إذ يتعذر الوصول إلى مناطق عدة انقطعت فيها الكهرباء وشبكة الاتصالات الهاتفية.
ولا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين إثر العواصف التي تلتها فيضانات.
وتُعد جورجيا وكارولينا الشمالية، وهما الأكثر تضررا من هذه الكارثة الطبيعية، من ضمن سبع ولايات محورية يمكن أن ترجح كفة الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
زار دونالد ترامب مدينة فالدوستا المنكوبة في ولاية جورجيا الاثنين. وتعهد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني "تقديم الكثير من إمدادات الإغاثة، بما في ذلك الوقود والمعدات والمياه" إلى الذين يحتاجون إليها.
وأعلن أيضا أنه طلب من إيلون ماسك رئيس شركة سبيس إكس المقرب منه، إتاحة خدمة ستارلينك للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في المنطقة.
وانتقد الرئيس السابق الادارة الحالية قائلا "الدولة الفيدرالية لا تستجيب" بعدما كان اتهم سابقا الحكومة والسلطات الديمقراطية في ولاية كارولينا الشمالية بـ"عدم مساعدة الناس عمدا في مناطق الجمهوريين".
وأعلن أيضا أنه سيتوجه الى كارولينا الشمالية الأربعاء. وكان أعلن سابقا أنه لن يسافر ما دام ذلك قد يعوق عمليات الإغاثة.
كذلك، هاجم دونالد ترامب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بشكل مباشر، واتهمها بأنها "تتنقل وتقوم بحملات انتخابية" قبل أن يؤكد بنفسه أن هذا ليس الوقت المناسب "للحديث في السياسة".
لكن نائبة الرئيس ألغت فعاليات الحملة الانتخابية لعقد اجتماع الاثنين حول الكارثة، وأعلنت أنها ستذهب إلى المنطقة المتضررة قريبا.
في الولايات المتضررة، تواصل فرق الإنقاذ العمل لمحاولة العثور على ناجين وتقديم الطعام للسكان المتضررين من الكارثة، والذين يكونون في بعض الأحيان معزولين عن العالم.
في جبال الآبالاش الجنوبية، تسبب الإعصار بحدوث فيضانات مفاجئة ألحقت أضرارا هائلة.
تظهر الصور من جميع أنحاء آشفيل بولاية كارولينا الشمالية أحياء شطبت عن الخارطة وطرقا دمرت بسبب فيضان نهر. ومع تعذر الوصول عن طريق البر، ترسل السلطات إمدادات الإغاثة والمياه والمواد الغذائية جوا.
وقتل 130 شخصا على الأقل بينهم 57 في كارولينا الشمالية و29 في كارولينا الجنوبية و25 في جورجيا، و14 في فلوريدا، بحسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى تصريحات السلطات المحلية.
وأكد جو بايدن أن "ما من شك" في أن هذا الدمار ناجم عن التغير المناخي الذي من خلال ارتفاع درجة حرارة مياه البحار يجعل، بحسب العلماء، التكثيف السريع للعواصف أكثر احتمالا ويزيد من خطر الأعاصير القوية.
مساء الاثنين، كان أكثر من 1,6 مليون منزل ومتجر دون كهرباء، وفقا لموقع انقطاع التيار الكهربائي.
وقال الحاكم الديمقراطي لولاية كارولينا الشمالية راي كوبر "إنها عاصفة غير مسبوقة" متحدثا عن "حصيلة لا توصف، على الصعيدين المادي والعاطفي".
ورفض اتهامات دونالد ترامب بإهمال مناطق الجمهوريين، قائلا "إذا كنتم بحاجة للمساعدة فسنقدمها لكم". وأضاف "إذا كان هناك وقت للتلاقي ووضع السياسة جانبا، فهو الآن".