قصص

نشر في : 29-07-2024

حدثت في : 2024-07-30 12:58:10

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

قد تؤثر الرياضات الكبيرة مثل الألعاب الأولمبية في المناخ؛ فكيف ذلك؟

تبدأ قصة الألعاب الأولمبية منذ زمن بعيد في أولمبيا باليونان، لذلك اسمها الألعاب الأولمبية، وانطلقت لأول مرة في أثناء القرن الثامن قبل الميلاد، وامتدت حتى القرن الرابع الميلادي. هذا يعني أنّ الرياضة كانت قد حظيت باهتمام كبير في العصور القديمة أيضًا، لكن توقفت حتى عادت من جديد في أثناء القرن التاسع عشر الميلادي. وهي تُعقد مرة كل 4 سنوات. وتستضيفها العاصمة الفرنسية باريس لعام 2024. 

وبينما يحتفل الناس في جميع أنحاء العالم ويتابعون أحداثها بترقب، هناك آخرون يركزون على كيفية تأثير الألعاب الرياضية على مناخ الكوكب، الذي تفاقمت حالته خلال السنوات الماضية. خاصة أنّ سمعة الألعاب الأولمبية تتعارض مع الأهداف المناخية، ففي عام 2016، استضافت مدينة "ريو دي جانيرو" في البرازيل الألعاب الأولمبية، وتسببت في انبعاثات تُشكل نحو 3.6 مليون طن من انبعاثات غازات الدفيئة. وفي الدورة التالية، التي انطلقت في "طوكيو" في اليابان عام 2020، قُدرت الانبعاثات بنحو 3.4 مليون طن. 

تأثيرات 

عندما يأتي الأمر للتغيرات المناخية؛ فهناك العديد من التأثيرات التي يجب ملاحظتها، والتي تتعلق بانبعاثات غازات الدفيئة، على سبيل المثال: 

1- البنية التحتية

تحتاج الدولة التي تستضيف الأولمبياد إلى بنية تحتية قوية، يمكنها تحمل أنظمة النقل ومكان الحدث، وينتج عن هذه العملية المزيد من انبعاثات غازات الدفيئة، نابعة من إنتاج مواد البناء، كالخرسانة والصلب، وكذلك استخدام الآلات التي تعمل بالوقود الأحفوري. ويظهر ذلك جليًا في انبعاثات البنية التحتية التي شكلت نحو 73% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة عن الألعاب الأولمبية التي أُقيمت بين عامي 2018- 2023. 

2- وسائل النقل 

يسافر الكثير من الناس حول العالم لحضور الألعاب الأولمبية كل عام، وهذا يعني استهلاك مزيد من الطائرات، وكذلك وسائل النقل الداخلية، ما يزيد انبعاثات غازات الدفيئة، التي عادة ما تُشكل انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن وسائل النقل في الأحداث الرياضية مثل الأولمبياد نحو 34% من إجمالي الانبعاثات. 

3- استهلاك الطاقة 

عادةً ما يجري استهلاك كميات كبيرة من الطاقة في أحداث كهذه، لأغراض مختلفة، مثل: تشغيل الآلات والإنارة وغيرهما. ويكون الاعتماد الأكبر على الوقود الأحفوري، لكن يبدو أنّ فرنسا قد تجنبت ذلك، وقررت الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة هذا العام من ألواح الطاقة الشمسية وكذلك طاقة الرياح، وهذا أمر إيجابي بالطبع. 

4- النفايات 

مشاهدة المباريات والألعاب عادةً ما تصحبها مأكولات ومشروبات، التي تتسبب في إطلاق انبعاثات غاز الميثان، الذي يُعد واحدا من أقوى غازات الدفيئة، وهو أقوى في تأثيره من غاز ثاني أكسيد الكربون 80 مرة. بالإضافة إلى المواد البلاستيكية غير القابلة لإعادة التدوير. 

على الرغم من أنّ الأحداث الرياضية الكبيرة مثل الألعاب الأولمبية قد تؤثر سلبًا في الأهداف المناخية للدولة المستضيفة، فإنها فرصة رائعة لنشر الوعي حول القضايا البيئية، وذلك بتطبيق كل التدابير اللازمة للاستدامة، لكي يراها الحضور ويتعلموا منها.