قطاع الطعام من أهم القطاعات التي تحتاج إلى تمويل؛ لماذا؟
وفقًا لـ"منظمة الصحة العالمية" (WHO)، يعاني 1 من كل 11 شخصا حول العالم من الجوع، وفي أفريقيا، يواجه 1 من كل 5 أشخاص الجوع. في الوقت نفسه، يُهدر البشر ما يقرب من ثُلث طعام العالم سنويًا، ما يُقدر بـ1.3 مليار طن سنويًا. ويأتي "اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمُهدَر من الأغذية" في يوم 29 سبتمبر/أيلول؛ لنشر الوعي بضرورة الحفاظ على الغذاء وإبراز الحاجة الملحة للتمويل اللازم لتعزيز جهود تقليل فقد وإهدار الطعام.
تمويل جهود تقليل فقد وإهدار الطعام
لا بد أنّ هناك العديد من الأسباب المنطقية لضرورة تمويل جهود تقليل فقد الطعام وإهداره، نذكر منها:
1- تقديم المساعدة
بينما تنعم بعض الشعوب بتوافر طعام فائض عن الحاجة لديها، هناك شعوب أخرى تعاني الجوع. بدلًا من عادة إهدار الطعام الفائض عن الحاجة، يمكن الحفاظ عليه بطرق صحية وآمنة، والاتصال ببنوك الطعام التي تبذل مجهودًا كبيرًا في تعبئة وتوصيل هذه الأطعمة الفائضة إلى الأسر المحتاجة. بالتالي تقل مشكلة الجوع، ونقلل كمية الطعام الذي ينتهي به الحال في مكب النفايات. وهناك بعض الأطعمة التي لا تكون صالحة لإرسالها للأسر المحتاجة، يمكن تقديمها للمبادرات التي تُشجع على التسميد العضوي باستخدام بقايا الطعام، ما يوفر في استخدام الأسمدة. هذا أيضًا حل مثالي، يُقدم دعمًا للمزارعين.
2- توفير المال
يمكن للحد من هدر الأطعمة أن يُسهم في توفير المال للشركات أو المنظمات والمزارعين؛ فلماذا لا يستفيدون من المال الذي يُهدر في الأغذية المهدرة؟ كذلك بالنسبة للشركات، يمكنها تقليل الضرائب عبر التبرع بالطعام الصحي إلى الجمعيات الخيرية وبنوك الطعام. من جانب آخر، تُشجع بعض السياسات على الحد من نفايات الطعام عبر فصلها عن النفايات العادية، ما يسهل عملية نقلها إلى منشأة السماد.
3- الحفاظ على الموارد
يمكن الحفاظ على الموارد وإعادة استخدامها عند الحد من إهدار الطعام، والذي يترتب عليه إهدار لموارد مثل: المياه، والتربة، والطاقة، والعمل وغيرها. إذا تم توجيه الجهود نحو تقليل هدر وفقد الطعام سيكون الوضع أفضل.
4- تقليل انبعاثات غازات الدفيئة
يُعد غاز الميثان من أخطر غازات الدفيئة وأقواها؛ إذ تُعادل قوته الاحترارية غاز ثاني أكسيد الكربون 80 مرة. وهو واحد من الغازات التي تنبعث من الطعام المهدر في مكب النفايات. بالتالي؛ فالطعام المهدر لا يسهم فقط في زيادة مشكلة انتشار المجاعات، لكنه أيضًا يؤثر في مناخنا.
بالطبع يُسهم التمويل في تعزيز جهود هدر وفقدان الطعام حول العالم، والمقابل فوائد كثيرة، تعود على الفرد والجماعة، وتنزع المجتمعات التي تعاني من الجوع، وتعزز صحتهم وتحل أزمة عالمية كبرى يعاني منها العالم اليوم، وهي أزمة التغيرات المناخية.