قصص

نشر في : 26-07-2024

حدثت في : 2024-07-27 15:08:36

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

هناك طرق أخرى يتسرّب عبرها الغاز الطبيعي.. وقد يتسبّب في كوارث يصعب السيطرة عليها.

يُستخدم الغاز الطبيعي في شتى المجالات؛ لخصائصه الفريدة القابلة للاشتعال، فهو موجود في كل المنازل والشركات والمصانع باستمرار. وفي الوقت نفسه، يضم غاز الميثان، أحد غازات الدفيئة المسببة للاحترار العالمي.

ومن أكثر التحديات التي تواجه البشر في توظيف هذا الغاز، هو تسربه، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، لعل أبرزها في خط الأنابيب، لكن اتضح أنّ الظروف الجوية المختلفة قد تتسبب أيضًا في تسربه دون الاستفادة منه، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت حديثًا في دورية "إنفيرونمنتال ساينس آند تكنولوجي ليترز" (Environmental Science & Technology Letters) في 9 مايو/أيار 2024. 

تسرّب

عادة ما يُنقل الغاز الطبيعي في خطوط من الأنابيب تحت سطح الأرض، ويتخذ المسؤولون جميع التدابير اللازمة لتجنب التسرب، الذي قد يتسبّب في انفجارات ومشكلات كثيرة. لكن، هناك بعض الظروف التي قد تخرج عن السيطرة، مثل تشبع التربة بالماء أو الثلج، ما يؤثر في هيكلة التربة، وعليه تتأثر خطوط نقل الغاز الطبيعي أسفل تلك التربة، فقد وجد الباحثون أنها قادرة على تسريع الغاز المتسرب بمعدل يُقدر بـ3.5 مرة -في المتوسط- مقارنة بظروف التربة الجافة. 

مخاطر 

يأتي هذا التسرب بمخاطر مختلفة، وقد تودي بحياة البشر أو الكائنات الحية المختلفة. لعل الخطر الأبرز هو أن غاز الميثان من المكونات الأساسية للغاز الطبيعي، وهو قابل للاشتعال، وقد يتسبّب في انفجارات يصعب السيطرة عليها. من ناحية أخرى، فغاز الميثان واحد من أبرز غازات الاحتباس الحراري، وعندما يتعلق الأمر بالاحترار العالمي، فهو أكثر قدرة على التسبب في الاحترار بنحو 80 مرة مقارنة بغاز ثاني أكسيد الكربون، أي أنه من الغازات المساهمة الرئيسية في التغيرات المناخية، وهناك معاهدة الميثان العالمية التي تدعم خفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% دون مستويات عام 2020، بحلول 2030. ما يوحي بخطورة هذا الغاز، وتكاتف دول العالم للتخلص منه. 

تجربة! 

أجرى الباحثون تجربة لمحاكاة السيناريوهات المحتملة لتسرب الغاز الطبيعي، مع الأخذ في الاعتبار التدابير اللازمة، فكانت تجربة تحت الرقابة في مركز تقييم تكنولوجيا انبعاثات الميثان (METEC) بجامعة ولاية كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية، واختبروا ردود فعل الغاز الطبيعي تحت سطح التربة في ظروف مختلفة، على سبيل المثال، في إحدى المرات كانت التربة مغطاة الثلج، ومرة أخرى بالأمطار، وثالثة بالأسمنت وهكذا. وبدؤوا يلاحظون تسرب الغاز الطبيعي وقاسوا مدى التسرب خلال نقاط زمنية محددة. 

وجد الباحثون أنّ الأمطار والثلوج والأسفلت كانت تمنع الغاز الطبيعي من التسرب على السطح، بل كان ينتقل أسرع وبتركيزات عالية إلى الأسفل أو إلى مسافات أبعد من موقع التسرب. وهذا يزيد المخاطر المحتملة. ولاحظ الباحثون أيضًا أنّ الغاز يتبقى بتركيزات عالية أسفل التربة المشبعة بالثلج أو الأمطار بتركيزات عالية لمدة تصل إلى 12 يومًا. 

يرى مؤلفو الدراسة ضرورة كبيرة في اتخاذ هذه النتائج على محمل الجد، خاصة للشركات المتخصصة الغاز الطبيعي، تجنبًا لأي مخاطر مستقبلية، فيما يتعلق بسلامة البشر والكائنات الحية من الانفجارات الناتجة عن التسربات أو التعرض لآثار التغيرات المناخية.