قصص

نشر في : 04-10-2024

حدثت في : 2024-10-04 13:45:50

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

هناك بعض الأنواع من الشعاب المرجانية قادر على مواجهة الحرارة المرتفعة، ما يفتح أبواب الأمل للحفاظ على الشعاب المرجانية.

ظهرت الشعاب المرجانية لأول مرة على سطح الأرض منذ 500 مليون سنة مضت، وما زالت موجودة حتى يومنا هذا، ومرت بالعديد من العصور الجيولوجية، واستطاعت تحمل التغيرات البيئية الحاصلة حولها والتكيف معها. لذلك؛ فهي جزء مهم من النظام البيئي، لكن هناك تحديا جديدا يواجه الشعاب المرجانية، وهو الاحترار العالمي الذي يعاني منه العالم اليوم؛ نتيجة التغيرات المناخية وارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، ما عرّض الشعاب المرجانية لما يُعرف بظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، وهي بمثابة استجابة لارتفاع حرارة المياه؛ إذ يطرد المرجان الطحالب التي تعيش معه، فيتحول إلى اللون الأبيض. 

تباين 

وهنا سؤال مهم، هل جميع الشعاب المرجانية تستطيع مواجهة وتحمل الحرارة المرتفعة؟ الإجابة باختصار لا، لكن لماذا؟ حسنًا، سعت مجموعة بحثية من جامعة ساوثرن كروس في أستراليا؛ للإجابة عن هذا السؤال، وسبحوا في أغوار العوامل الجينية والبيئية لنحو 569 مستعمرة للشعاب المرجانية عبر الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "كوميونيكاشنز إيرث آند إنفيرونمنت" (Communications Earth & Environment) في 23 سبتمبر/أيلول 2024. 

ولاحظ الباحثون وجود تباين في استجابة الشعاب المرجانية للحرارة المرتفعة. وأرادوا معرفة السبب وراء هذا التباين. لكن، كانت يمكن القول إنّ الشعاب المرجانية التي كانت قادرة على تحمل الحرارة المرتفعة، كانت موجودة في كل المناطق التي درسوها في الحاجز المرجاني العظيم. 

المادة الوراثية 

أثار هذا الشكوك بين الباحثين بشأن تدخل العوامل الوراثية في تباين الاستجابة للحرارة المرتفعة، ما يعني أنّ هناك بعض الشعاب المرجانية التي تحمل جينات قادرة على مواجهة الحرارة المرتفعة والتكيف معها، وأخرى غير قادرة، وهذا أمر مهم عند التحدث عن الانتقاء الطبيعي، الذي يعنى بتحسين السلالات وإنتاج مزيد من الشعاب المرجانية القادرة على تحمل الحرارة المرتفعة. 

يرى الباحثون أنّ نتائجهم مفيدة في تحديد الجينات المسؤولة عن تحمل الحرارة المرتفعة، ما قد يساعد في المستقبل في تعزيز سلالات الشعاب المرجانية، وإنتاج الأنواع القادرة على التكيف، وبالتالي الحفاظ على الشعاب المرجانية المهددة بفعل التغيرات المناخية في عصرنا الحالي؛ ما يعود بالنفع على النظام البيئي الذي تُعد الشعاب المرجانية جزءًا مهمًا منه. ففي النهاية، هذه الكائنات صمدت لملايين السنين، وحجزت لنفسها مقعدًا أساسيًا في النظام البيئي للأرض بقوة.