ينتج عن التغيرات المناخية العديد من الآثار، يتجلى بعضها في الظواهر الطقسية المتطرفة، مثل الفيضانات والأعاصير والجفاف وموجات الحر وغيرهم.
لكن هذه الظواهر قد تحدث بصورة طبيعية أيضًا بدون تأثير من التغيرات المناخية؛ فما الفرق بين موجات الحر العادية والأخرى الناتجة عن التغيرات المناخية؟ هذا ما درسته مجموعة بحثية من جامعة ولاية كارولينا الشمالية، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية "إنفيرونومنتال ريسرش" (Environmental Research) في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
موجات الحر
وتُعرفها "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" (WMO) على أنها الارتفاع في درجات الحرارة عن المعتاد خلال فترة زمنية تمتد لأيام وليالٍ. وتُشكل موجات الحر العديد من المخاطر، منها: انتشار الجفاف، تهديد الغذاء والمياه، استنزاف الطاقة، انتشار الأمراض وتفاقم بعض الأمراض كمشاكل الكلى والقلب، كما أنها تُلحق الضرر بالنساء الحوامل والأطفال بصورة خاصة. من جانب آخر، تُضر الحرارة المرتفعة بالبنية التحتية للمدن. وغيرهم من الآثار الضارة. لذلك؛ فموجات الحر ضيف غير مرحب به. وما يزيد الأمر سوءًا، تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي نتيجة التغيرات المناخية، ما يؤدي إلى تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي؛ فيرتفع متوسط درجات الحرارة العالمية، ما يزيد احتمالية تواتر موجات الحرارة وبصورة أكثر شدة.
تغير مناخي أم ماذا؟
ولمعرفة ما إذا كانت موجات الحر بسبب التغيرات المناخية أم عوامل أخرى، راح الباحثون يدرسون موجة حر عام 2023 في ولايتي تكساس ولويزيانا المتجاورتين بالولايات المتحدة الأمريكية، كانت تلك الموجة مميزة؛ إذ استمرت على مدار الصيف.
حصل الباحثون على بيانات تاريخية من محطات مراقبة درجات الحرارة عبر الولايات المتحدة الأمريكية لآخر 100 سنة مضت. وأجروا بعض المقارنات بالنماذج الحاسوبية التنبؤية. يمكن لهذه المقارنات أن تساهم في معرفة ما إذا كانت موجات الحر ناتجة عن التغيرات المناخية أم لعوامل طبيعية.
يرى مؤلفو الدراسة أنّ هذا يساعد المجتمعات التي تعيش بالمناطق المتأثرة بموجات الحرارة في معرفة ما إذا كانت تلك الموجات ستستمر في المستقبل، ما يحفزهم على اتخاذ التدابير والإجراءات للتكيف مع هذا الوضع، مثل دعم البنية التحتية للمدن، واستخدام مواد للبناء أكثر استدامة، وتعزيز زراعة الأشجار والنباتات التي تساعدهم في تخفيف حدة موجات الحر.