تقارير وتحليلات

نشر في : 25-06-2024

حدثت في : 2024-06-28 15:14:46

بتوقيت ابوظبي

مصطفى شعبان

تكشف مجموعة متزايدة من الأبحاث عن الوفيات والأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة القياسية في جميع أنحاء القارة الأوروبية 3 مؤشرات رئيسية بشأن ما يصفه باحثون بموجة الحر "القاتلة".

ووفقا لتقرير حديث نشرته مجلة "nature" العلمية المتخصصة فإن ظاهرة الاحتباس الحراري تودي بحياة الكثير من الناس، وتعمق عدم المساواة الصحية، وتؤدي إلى انتشار القراد والطفيليات التي تحمل الأمراض في جميع أنحاء أوروبا.

وتشير مئات الدراسات حول الآثار الصحية لتغير المناخ - بالإضافة إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها استجابة لذلك - في أوروبا.

 

 

وتقول الباحثة في مجال المناخ والصحة راشيل لوي في المعهد الكاتالوني للبحوث والدراسات المتقدمة في إسبانيا: "نحتاج حقًا إلى اتخاذ بعض الإجراءات الجذرية من قبل الدول الأوروبية للمساعدة في الحفاظ على سلامة السكان الأوروبيين، وكذلك السكان في جميع أنحاء العالم، من التأثيرات الصحية لتغير المناخ".

 

النساء أكثر عرضة للخطر بسبب الحرارة القاتلة

 

زيادة مثيرة في الوفيات والأمراض

 

لوي إلى التقرير، الذي نُشر الشهر الماضي في مجلة "لانسيت" للصحة العامة، وهو الثاني - بعد تقرير نُشر في عام 20222 - من دراسة تسمى "العد التنازلي لانسيت: الصحة وتغير المناخ في أوروبا".

وتقول آنا راكيل نونيس، الباحثة في مجال الصحة والبيئة بجامعة وارويك بالمملكة المتحدة: "يؤكد التقرير على الزيادة المثيرة للقلق في معدلات الوفيات والمراضة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الأمراض الحساسة للمناخ".

يقول الباحثون إن الدراسات الإضافية يجب أن تتخذ نهجًا شاملاً للعلاقة بين المناخ والصحة.

وفي السياق تؤكد روث دوهرتي، الباحثة في مجال تغير المناخ والصحة بجامعة إدنبره بالمملكة المتحدة: "لا يمكنك معالجة كل هذه الآثار الصحية الناجمة عن تغير المناخ بمعزل عن غيرها.. نحن حقا بحاجة إلى معرفة كيفية تأثير هذه التعرضات المتعددة على السكان."

 

 

 

3 مؤشرات لتاثير الحرارة على صحة الأوروبيين

 

الحرارة القاتلة

 

استخدمت لوي وزملاؤها بيانات الوفيات ودرجات الحرارة، بالإضافة إلى أدلة سابقة حول كيفية تأثير الحرارة على الوفيات، لتقدير أنه في الفترة من 2003-2012 إلى 2013-2022.

وكشفت زيادة الوفيات المرتبطة بالحرارة بمتوسط ​​17 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص في جميع أنحاء أوروبا.

وكانت الزيادة في الوفيات المرتبطة بالحرارة أعلى لدى النساء مقارنة بالرجال.

وتكشف الدراسة أن النساء قد يتعرضن عمومًا لخطر أكبر للإجهاد الحراري بعد الإباضة، عندما يميلن إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.

وترى لوي أن كبار السن بشكل عام أكثر عرضة للضغوط المرتبطة بالحرارة وهم أيضًا أكثر عرضة للعيش بمفردهم، مما يعرضهم لخطر أكبر بسبب الحرارة.

 

القراد والطفيليات

 

تعمل درجات الحرارة الأكثر دفئًا على تمكين الطفيليات الحاملة للأمراض من التوسع في المزيد من المناطق وتحفيز نمو مجموعات القراد.

ويقدر الباحثون أن الظروف الأكثر دفئًا ورطوبة في جميع أنحاء أوروبا مكنت ذباب الرمل والطفيليات التي تحملها من الانتشار شمالًا إلى مناطق جديدة.

ويقول الباحث المشارك في الدراسة فان دالين: "إن ارتفاع درجات الحرارة يخلق ظروفًا أكثر ملاءمة لبقاء ذبابة الرمل على قيد الحياة والتكاثر".

ووجد الفريق البحثي أيضًا أن درجات الحرارة الأكثر دفئًا جعلت أوروبا أكثر ملاءمة للقراد "Ixodes ricinus"، الذي يمكنه نقل مجموعة من الأمراض عندما يعض الناس.

كما وجد أن: " الأمراض التي تنقلها القراد، مثل مرض لايم والتهاب الدماغ الذي ينقله القراد، تسبب أعراضًا تتراوح من مرض شبيه بالأنفلونزا إلى مضاعفات عصبية وقلبية وعائية حادة، مما يؤدي إلى فقدان العمل والإعاقة طويلة الأمد وتكاليف الرعاية الصحية الباهظة".

 

 

طفرة في النشر

 

مع ارتفاع درجة حرارة العالم، تكثفت الأبحاث حول كيفية تداخل تغير المناخ مع صحة الأوروبيين، كما يتضح من عدد الأوراق البحثية التي تم تتبعها في قاعدة البيانات المفتوحة "OpenAlex".

وأحصى الباحثون مئات الدراسات حول كيفية تقاطع تغير المناخ وصحة الأوروبيين، والتي نُشرت بين عامي 1991 و2022.

وركزت غالبية تلك الدراسات على كيفية تأثير الاحتباس الحراري على الصحة، لكن بعضها نظر أيضًا في الغازات الدفيئة المنبعثة من أنظمة الرعاية الصحية، أو كيفية حماية الناس من تغير المناخ الذي يحدث بالفعل (انظر "الموضوع الساخن").

ووجد المؤلفون أيضًا أن حوالي 2% من الدراسات المنشورة في عام 2022 حول صحة المناخ أشارت إلى المساواة أو الإنصاف أو العدالة.