تسبّب كيس من رقائق الذرة "شيتوس" في إحداث اضطراب كبير بالنظام البيئي لأحد أكثر كهوف العالم عزلة بحديقة كهوف كارلسباد الوطنية بأمريكا، ما سلط الضوء على التأثير الهائل للعبث البشري في الطبيعة حتى ولو كان تافها.
وحسب تقرير لموقع "ناشيونال جيوغرافيك"، فإن سلوكا مثل ترك بقايا طعام في منطقة طبيعية، من شأنه أن يغير تماما طبيعة الحياة فيه بالنسبة للنباتات والطيور والحيوانات والكائنات الدقيقة.
ووصفت "سي إن إن" هذه الحادثة بأنها قدمت منظورا مبسطا للطريقة التي يتغير بها العالم.
تأثير كيس "شيتوس"
ووفقا للتقرير فإن الكهف المعزول تمامًا تقريبًا عن العالم الخارجي، تبلغ نسبة الرطوبة به 90 إلى 100%، لذا فإن الأشياء بداخله تصبح رطبة بسرعة كبيرة.
وقد جذبت الوجبة الخفيفة الطرية الميكروبات، مما شجع نمو العفن، وسرعان ما انقضت المخلوقات مثل الصراصير والعناكب.
لا تترك مخلفات طعام
في حين تمت إزالة الرقائق المهملة بسرعة من كهوف كارلسباد، فإن مخلفات الطعام قد تستغرق وقتًا طويلاً للتحلل، خاصة في بيئات معينة.
وتقول كلارا جين بلي، الأستاذة المساعدة للسياحة المستدامة في جامعة يوتا: "يستغرق تحلل لب التفاح أو قشر الموز في الصحراء وقتًا أطول بكثير مقارنة بمنطقة الأراضي الرطبة أو الغابات الشمالية".
أما مواد التغليف فهي أسوأ من ذلك، إذ يقول كارلوس دوارتي، أستاذ علوم البحار في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في السعودية: "إذا أسقطنا أشياء مثل الأكياس البلاستيكية أو العلب المعدنية أو القمامة الأخرى في المحيط، فقد تستغرق أوقات التحلل قرونًا إلى آلاف السنين".
أضرار هائلة
إن ترك النفايات يجعل الحيوانات تتبع نظاماً غذائياً غير طبيعي ويغير سلوكها مع عواقب كارثية في بعض الأحيان. فعندما تخطئ الطيور أو الأسماك بين البلاستيك والطعام، يملأ ذلك بطونها فلا تستطيع الأكل، ومن ثم تموت جوعاً.
وقد يتعين قتل الدببة التي تتذوق القمامة وتصبح "مزعجة" للبشر. إذ يمكن للدببة أن تعتاد على الطعام البشري في غضون ثلاثة أسابيع. وفي هذه الحالة يخسر الجميع.
كما تشكل النفايات البيولوجية مشكلة. فبراز الكلاب يدخل مسببات أمراض جديدة إلى النظام البيئي. وفي الوقت نفسه، يدخل البراز البشري وورق التواليت البكتيريا الإشريكية القولونية إلى مصادر المياه.
آداب المتنزهات
ويشير التقرير إلى أن المتنزهات الوطنية تتضمن مسارات مخصصة بعناية لتجنب المناطق الحساسة.
ولفتت إلى أن تجاوز هذا المسار، حتى لالتقاط صورة سريعة، يمكن أن يضرب الحياة البرية، إذ قد تتوقف الحيوانات عن البحث عن الطعام، وتترك مواقع التعشيش والاختباء الجيدة، وقد لا تعود.
وفي الأثناء، فإن التأثيرات التراكمية من العديد من الزوار تؤدي إلى أضرار طويلة الأمد للطبيعة والحياة البرية. لكن الناس لا يفكرون في ذلك عندما يرون فرصة التصوير المثالية.