قصص

نشر في : 18-06-2024

حدثت في : 2024-06-28 15:25:53

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

قد يتأثر مناخ الأرض بسبب عوامل كونية لا دخل للإنسان فيها؛ كيف ذلك؟

من المعروف أنه في العصر الحديث، قد تأثر مناخ الأرض؛ نتيجة الأنشطة البشرية، لكن ما لا يعلمه الكثير من الناس، أنّ هناك الكثير من العوامل الطبييعة الأخرى، والتي يأخذها العلماء في عين الاعتبار، مثل: الصفائح التكتونية، الانفجارات البركانية، ميل الكوكب ودورانه، مستويات الغازات في الغلاف الجوي، وغيرهم، تلك العوامل التي لا دخل للإنسان فيها، وقد تؤثر على المناخ أيضًا. 

وهذا ما نظرت فيه مجموعة من علماء الفيزياء الفلكية، الذين ربطوا بين احتمالية تعرض الأرض منذ 2 مليون سنة مضت لسحب بين النجوم الكثيفة، أدت إلى تغير مناخ الأرض وقتها، وأعطونا نظرة عن التدخلات الكونية في المناخ الأرضي. ونشر الباحثون الدراسة في دروية "نيتشر أسترونومي" (Nature Astronomy) في يوم 10 يونيو/حزيران 2024. 

الغلاف الشمسي

نعلم أنّ الأرض تمتلك غلافًا جويًا، كذلك الشمس، لديها غلاف يُحيط بنظامها، ويمتد إلى ما بعد كوكب بلوتو ويغلف الكواكب، وتُطلق عليه "الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء" (NASA)، اسم (الفقاعة العملاقة)، وهذا الغلاف عبارة عن تدفق من الجسيمات المشحونة أو الرياح الشمسية. ويعمل الغلاف الشمسي كدرع حماية ضد الأشعة الكونية والمجرية التي قد تغير في حمضنا النووي. لذلك؛ يرى العلماء أهمية محورية لتطور الحياة على سطح الأرض. 

سحاب ما بين النجوم

وهو عبارة عن الغازات والغبار بين النجوم وما وراء الغلاف الشمسي في المجرة، وقد رجح العلماء أنّ النظام الشمسي قد واجه سحاب ما بين النجوم كثيف لدرجة أنه تداخل مع الغلاف الشمسي، وترك الأرض والكواكب الأخرى خارج تأثير الغلاف الشمسي الذي يحميها من المؤثرات الكونية الخارجية. وهذا الحدث من شأنه أن يؤثر على مناخ الأرض بالطبع. 

محاكاة! 

استخدم الباحثون نماذج حاسوبية لتصوير موقع الشمس قبل 2 مليون سنة، ووضع الغلاف السمشي حينها. ورسموا خريطة لمسار السحب الكبيرة والكثيفة، والتي غالبًا ما تتكون من ذرات الهيدروجين، ووجدوا أنّ إحدى السحب قد تصطدم بالغلاف الشمسي. وفي هذه الحالة، من المرجح أن تختلط الأرض بالوسط بين النجمي المملوء بالغازات والغبار والعناصر الذرية المتبقية من النجوم المتفجرة، بما فيها: الحديد والبلوتونيوم. 

تطابق

ويتماشى هذا مع الأدلة الجيولوجية التي تُوضح زيادة في نظائر الحديد 60 والبلوتونيوم 244، في عدة أماكن: المحيط، على القمر، في الثلوج بالقطب الجنوبي، ونوى الجليد من نفس الفترة الزمنية. ويتطابق هذا مع سجلات الحرارة التي تُشير إلى فترات من التبريد خلال نفس الحقبة الزمنية. 

ويرجح الباحثون أنّ هذا قد تسبب في حجب الغلاف الشمسي عن الأرض لمدة تتراوح بين 200 عام إلى مليون عام، وتلك الفترة تعتمد على حجم السحابة، وبمجرد أن ابتعدت عن الأرض والكواكب، عادت سيطرة الغلاف الشمسي وحمايته للأرض والكواكب الشمسية الأخرى. 

تُظهر هذه الدراسة مدى تأثر النظام الشمسي بالقوى الكونية الخارجية، وتأثير هذا على مناخ الأرض والكواكب الأخرى، ما يخلق فهمًا أوسع لما يجري حولنا في الكون الفسيح.