قصص

نشر في : 22-07-2024

حدثت في : 2024-07-23 13:46:48

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

تتضمّن السلسلة الغذائية العديد من المراحل، ما يجعل تطبيق الاستدامة في ذلك القطاع أمرًا معقدًا بعض الشيء.

يُشكّل قطاع الغذاء نحو ثُلث انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، وبالفعل تتعرّض العديد من شركات الصناعات الغذائية لانتقادات بسبب استهلاك الموارد من مياه وحيوانات وعناصر أخرى للنظام البيئي. ومع تزايد الوعي البيئي، قد تفقد الشركات عملاءها بسبب الجرائم البيئية. لذلك تكافح الشركات اليوم من أجل تقييم أدائها البيئي بشفافية؛ للتأكد من التزاماتها في الحفاظ على صحة الكوكب الذي باتت آثار التغيرات المناخية واضحة عليه، ولتحقيق الاستدامة التي صارت حاجة ملحة؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولمستقبل أكثر إشراقًا. 

لماذا الاستدامة مهمة في قطاع صناعة الأغذية؟ 

كلمة استدامة، تأتي من "الدوام" أو "الاستمرارية"، وفي سياق الأمن الغذائي، فهي تعني الحفاظ على الموارد الغذائية وعدم إهدارها والحفاظ على استدامتها. ليس فقط من أجل الأجيال القادمة، وإنما أيضًا لسد احتياجات الجيل الحالي الذي يعاني فيه أكثر من 800 مليون شخص من الجوع. وقد شددت الأمم المتحدة على ضرورة تغيير نظام الغذاء والزراعة العالمي نحو غذاء أكثر استدامة. 

الاستدامة في الصناعات الغذائية

عندما تتطلب الحاجة إلى تحقيق الاستدامة في الصناعات الغذائية فهي معقدة بعض الشيء، وهناك العديد من التحديات التي تجب مراعاتها، خصوصا أنّ تلك الصناعة تحديدًا تتضمن العديد من القطاعات التي يجب أخذها في الاعتبار، لعل أبرزها: 

الممارسات الزراعية 

تحتاج شركات الأغذية والمشروبات إلى توجيه بعض الجهود نحو قطاع الزراعة الذي تعتمد عليه في تلك الصناعة، لتقليل البصمة الكربونية، وذلك عبر تعزيز أساليب الزراعة الذكية المستدامة، مثل: الزراعة العضوية والحراجة الزراعية وغيرهما، والابتعاد عن أساليب الزراعة التقليدية التي تتضمن استخدام الكثير من المبيدات الحشرية والأسمدة.

هذا بالإضافة إلى الانتقال لنهج الزراعة المتجددة، التي تأخذ الممارسات الزراعية المستدامة إلى مستوى أعلى يتضمن تعزيز صحة التربة والزراعة دون حرث وعزل الكربون، وتقليل استخدام المياه، مع الأخذ في الاعتبار التنوع البيولوجي في التربة وصحة الأشخاص الذين يعتمدون على تلك المزروعات في حياتهم. لذلك، يجب على الشركات الغذائية تعزيز أساليب الزراعة المستدامة. 

الغابات 

تُعد إزالة الغابات محركًا رئيسيًا لتغير المناخ وكذلك لفقدان التنوع البيولوجي، والغابات من أهم مصادر الموارد التي يعتمد عليها في حياتهم، ولولاها لحدث خلل في النظام البيئي. لكن في كثير من الأحيان يجور الإنسان على الغابات من أجل الزراعة والأنشطة البشرية الأخرى كالبناء والتعمير. لذلك يجب على شركات الأغذية والمشروبات التأكد من أنّ المواد الخام لصناعاتها لا تُسهم في إزالة الغابات. 

أخلاقيات سلسلة التوريدات 

بالنظر إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، نجد أنها تتضمن القضاء على الفقر والتعليم الجيد. وعندما يتعلق الأمر بالصناعات الغذائية يجب ضمان حصول العاملين على أجور عادلة، وتعزيز رفاهية المزارعين والقضاء على ظاهرة عمالة الأطفال التي تسلبهم طفولتهم وحقهم في التعليم. 

استهلاك الطاقة 

تحتاج مراحل السلسلة الغذائية المختلفة إلى الطاقة اللازمة لتشغيلها، وغالبًا ما تُستخدم مصادر الطاقة غير المتجددة التي تُطلق كميات هائلة من انبعاثات غازات الدفيئة، وهناك بالفعل قاعدة بيانات تُسمى (EDGAR-FOOD)، التي تقسم انبعاثات كل مرحلة من مراحل سلسلة الغذاء لكل بلد، وتُشير إلى أن استخدام الطاقة قد ازداد، يأتي هذا تماشيًا مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك الزيادة السكانية التي تزداد معها الحاجة من الغذاء. لذلك، تدعو المفوضية الأوروبية إلى وضع سياسات تستهدف تعزيز كفاءة استخدام الطاقة وإزالة الكربون للحد من تلك الانبعاثات. 

يزداد النمو السكاني يومًا بعد يوم، ومن المتوقع أن يصل تعداد سكان الأرض إلى 9.7 مليار نسمة بحلول 2050، وهذا يتطلب مزيدا من الغذاء. لذلك فإنّ وضع خطط مستدامة وفعّالة يُسهم في تعزيز الأمن الغذائي للأجيال القادمة.