قصص

نشر في : 11-06-2024

حدثت في : 2024-06-13 09:08:01

بتوقيت ابوظبي

آلاء عمارة

على الرغم من أنّ الهباء الجوي قد يتسبب في تلوث الهواء، إلا أنه درع حماية ضد التغيرات المناخية، ويجب الحذر عند إزالته.

تتخذ آلاف الأنواع النباتية والحيوانية الغابات موطنًا لها، نفس الأنواع مهددة بحرائق الغابات التي زاد معدل تواترها خلال السنوات الأخيرة؛ خاصة مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي وتلوث الهواء. لذلك، يحاول البشر التخفيف من تلك التأثيرات عبر اتخاذ الإجراءات التي تساهم في خفض الانبعاثات الدفيئة، ومسببات تلوث الهواء، من أجل تغير مناخي أقل حدة وتقليل معدلات حرائق الغابات. 

لكن كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد بالولايات المتحدة الأمريكية، عن أنّ تخفيف الهباء الجوي الناشئ عن الأنشطة البشرية، يؤدي إلى زيادة في نشاط حرائق الغابات في نصف الكرة الشمالي -بصورة خاصة- في كندا وألاسكا وشمال أوروبا وشمال روسيا. ونشروا نتائجهم في دورية "ساينس أدفانسيس" (Science Advances) في 2024. 

الهباء الجوي 

والهباء الجوي عبارة عن جزيئات دقيقة من الغبار والمواد الكيميائية مثل الكبريتات، والغازات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، ويؤثر على نوعية وجودة الهواء. لكنه يلعب دورًا محوريًا في عكس أشعة الشمس، ما يُخفض الحرارة، لذلك، فإنّ إزالته تعني وصول المزيد من حرارة الشمس إلى الأرض، ما يُسرع عملية الاحتباس الحراري. 

وتزداد حرائق الغابات 

لذلك، وجدت الدراسة زيادة في معدلات حرائق الغابات مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة؛ عند إزالة الهباء الجوي. وبالفعل عملت الكثير من الدول على الحد من هباء الكبريتات الناتج عن انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، مثل: الولايات المتحدة وفي أوروبا. وفي التجارب أثبت الباحثون أنه على الرغم من الزيادة في ثاني أكسيد الكربون وما يترتب عليه من الارتفاع في درجات الحرارة، لكن هناك زيادة واضحة في نشاط حرائق الغابات خاصة مع تخفيف الهباء الجوي. 

جفاف التربة 

تحتاج النباتات إلى غاز ثاني أكسيد الكربون للقيام بعملية البناء الضوئي وتصنيع غذائها، في أثناء امتصاصها لثاني أكسيد الكربون؛ فإنّ مسامها تبقى مفتوحة حتى تحصل على احتياجاتها، ثم تُغلق المسام بعد ذلك، وهذا يساعدها في الاحتفاظ بالمياه. لكن، في حالة خفض الهباء الجوي، يختلف الأمر؛ إذ ترتفع درجات الحرارة؛ فتتبخر كميات كبيرة من المياه من مسام النباتات، وبالتالي يحتاج إلى سحب المياه من التربة، ما يؤدي إلى جفاف التربة. 

وما الحل؟ 

هذا يعني أنّ مخاطر خفض معدلات الهباء الجوي، قد تقود إلى تفاقم الاحترار العالمي وتبعاته. لذلك، يرى الباحثون أنه يمكن تحقيق خفض انبعاثات الهباء الجوي بدون التأثير على المناخ، عبر تخفيف انبعاثات غاز الميثان في المقابل.