يُعد ارتفاع مستوى سطح البحر من أبرز السيناريوهات المحتملة؛ بسبب الاحترار العالمي. وقد أشار "تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2024" إلى أنّ متوسط درجات الحرارة على سطح الأرض من المحتمل أن يتراوح بين 2.6 و3.1 درجة مئوية -أعلى من مستويات عصر ما قبل الصناعة- بحلول نهاية القرن، ما قد يعرّض الحياة على سطح الأرض لعواقب كارثية. وهذا يعني ذوبان الغطاء الجليدي على سطح الأرض بوتيرة أسرع من السابق مسببة ارتفاعًا في مستوى سطح البحر.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية دراسة للبحث في مدى تأثر مستويات سطح البحر بالارتفاع المطرد في درجات الحرارة في ظل السيناريوهات الأعلى انبعاثًا. وخلصوا إلى أنّه بحلول عام 2100 قد يرتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار يتراوح بين 0.5 و1.9 متر. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "إيرثز فيوتشر" (Earth’s Future) في 11 ديسمبر/كانون الأول لعام 2024.
تحديات!
كانت هناك تحديات قائمة لفترة من الزمن بشأن تقدير الارتفاع المتوقع في مستويات سطح البحر؛ لأنّ توقعات مستوى سطح البحر تعتمد على نمذجة المناخ التي تشمل بعض الظواهر مثل ذوبان الأنهار الجليدية، لكن هناك بعض الظواهر الأخرى التي يصعب توقعها، تجعل التقديرات أكثر غموضًا مثل انهيار الجرف الجليدي المفاجئ. وهذا يُصعب على الباحثين وضع تقديرات أو احتمالات أو نطاقات محددة لمستويات سطح البحر.
نهج الاندماج
أراد الباحثون التغلب على هذا التحدي من خلال تطوير طريقة جديدة للتوقعات، تُعرف باسم "نهج الاندماج"، الذي يجمع بين نقاط القوة للنماذج المتاحة وآراء الخبراء واستخدموا بيانات من التوقعات بتقرير التقييم السادس لـ"الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (IPCC) التي تحاكي التوقعات المستقبلية لمستويات سطح البحر. من خلال دمج كل هذه البيانات معًا، يمكن وضع صورة أكثر وضوحًا وتقديرات أكثر موثوقية.
ماذا وجدوا؟
أشارت التقديرات إلى أنه في ظل الانبعاثات المنخفضة فمن المرجح أن يرتفع مستوى سطح البحر بما يتراوح بين 0.3 و1 متر بحلول 2100. أما في ظل الانبعاثات المرتفعة فقد يرتفع إلى ما يتراوح بين 0.5 و1.9 متر.
وهذا يعني أنّ تقديرات الدراسة أعلى من النطاق الذي حدّدته اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، التي رجحت أنه في ظل سيناريوهات الانبعاثات المنخفضة، قد يرتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار يتراوح بين 0.3 و0.6 متر، في حين في ظل الانبعاثات المرتفعة، سيرتفع مستوى سطح البحر بين 0.6 و1 متر بحلول 2100. وفي كل الأحوال، سيُؤثر هذا بصورة كبيرة في كوكب الأرض، وقد يقود للكثير من العواقب الوخيمة.