تبرز الغابات في مفاوضات العمل المناخي؛ نظرًا لكونها أحد أهم الحلول المناخية وأكثرها فاعلية. كما تحظى بأهمية كبرى عند الباحثين والعلماء المتخصصين، ويهتمون بدراستها جيدًا؛ فهي ليست مهمة فقط لمكافحة التغيرات المناخية؛ بل إنها من أكثر النظم البيئية تعقيدًا، كما أنها غنية بالتنوع البيولوجي، ما يجعل الحفاظ عليها ضرورة ملحة.
ويتطلب الحفاظ على الغابات المزيد من الفهم لطبيعتها، ومدى تأثرها بالتغيرات المناخية، وهذا يعمل عليه الباحثون والعلماء حول العالم.
أشجار قليلة
هناك بعض الغابات التي تحتوي على أنواع قليلة من الأشجار، ما يجعلها أكثر عرضة للخطر، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ ففي بعض الأحيان، قد تكون الأضرار واسعة النطاق؛ خاصة على بعض الأشجار المهددة بالانقراض، مثل: أشجار الصنوبر، وتؤثر في وظائف النظم البيئية للغابات وقدراتها الإنتاجية مثل توفير أخشاب الأشجار والمنتجات الأخرى مثل المواد الفعالة في الأدوية والغذاء. وهذا ما وجدته دراسة أجرتها مجموعة بحثية من جامعة أوميو، ونشروا الدراسة في دورية (ESA) في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
أضرار
هناك العديد من العوامل التي قد تتسبب في إلحاق الضرر بالأشجار، لعل أبرزها بعض أنواع الفطريات والحشرات، وأيضًا التغيرات المناخية التي قادت إلى عالم أكثر دفئًا، ومعها ظهرت كائنات حية وأمراض أشد ضراوة، ما يهدد الأشجار. لهذا، جمع الباحثون بيانات عن أضرار الغابات في السويد، وحللوا بيانات لـ15 عامًا؛ لمعرفة الأضرار الأكثر شيوعًا للأشجار خلال تلك الفترة الزمنية. وأظهر بحثهم هذه الأضرار، وهي: الرياح، والثلوج، والفطريات، والأيائل. كما وجدوا أنّ 94% من الأشجار تواجه أضرار، خصوصا أشجار الصنوبر. أما في الأجزاء الأكثر دفئًا من السويد فكانت المناطق التي تضم أنواعًا أقل من الأشجار، هي الأكثر عرضة للخطر، مقارنة بالمناطق الأخرى التي تُظهر تنوعًا أكبر في الأشجار.
إدارة جيدة
يرى مؤلفو الدراسة أنّ الإدارة الجيدة للغابات من شأنها أن تقلل المخاطر المحدقة بها، ويقترحون تعزيز زراعة الأشجار ذات الأوراق العريضة مثل الأشجار الصنوبرية، التي من شأنها أن تقلل الأضرار المحتملة.
تُعد الغابات أحد الحلول الأكثر فعالية لمكافحة التغيرات المناخية؛ لقدراتها الهائلة على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، كما أنّ الإنسان يستفيد منها بطرائق عديدة. لذلك فالاهتمام بدعمها يُسهم في تعزيز التنمية المستدامة أيضًا.