تُستخدم المبيدات الزراعية كنوع من الحماية للمحاصيل الزراعية، والحفاظ على مستويات مثالية من الإنتاج؛ إذ تمنع الآفات والأعشاب الضارة من إفساد المحصول. وتلك المبيدات تُرش بكميات محددة في أوقات معينة، تمامًا مثل الدواء.
وهي تتكون من مواد كيميائية. ومع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، أراد الباحثون دراسة ما إذا كانت مبيدات الأعشاب تتأثر بالتغيرات في الظروف الطقسية أم لا، بالفعل أظهرت العديد من الأبحاث السابقة أنّ مبيدات الأعشاب التي يتم تطبيقها على التربة نفسها، تصبح أقل فعّالية.
وكان العلماء في حيرة من أمرهم بشأن أنواع المبيدات الأخرى التي يتم تطبيقها على الأعشاب الضارة بعد نموها، إلى أن قررت مجموعة بحثية من جامعة إلينوي التحقيق في هذا الأمر، ووجدوا أنّ فاعلية المبيدات ضد الأعشاب الضارة أقل فاعلية أيضًا تمامًا مثل المبيدات التي تُطبق على التربة. ونشروا دراستهم في دورية "وييد ساينس" (Weed Science) في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تحليل
جمع الباحثون بيانات حول مبيدات الأعشاب من 16 برنامجًا لعلوم الأعشاب الضارة، من قاعدة بيانات مدتها 30 عامًا، وحللوها، واستطاعوا تحديد مدى تأثير الطقس على فعّالية مبيدات الأعشاب التي تُطبق بعد نموها أو ظهورها. وهذا يعني أنهم استخدموا مجموعات ضخمة من البيانات على نطاق زمني كبير وحللوها جيدًا، ما يميز هذه الدراسة عن غيرها من الدراسات.
فاعلية أقل
لاحظ الباحثون أنّ التغيرات في الظروف الطقسية -نتيجة التغيرات المناخية- سواء في درجة حرارة الهواء أو معدلات هطول الأمطار قبل أيام من تطبيق مبيدات الأعشاب، قد تتسبب في تقليل فاعلية تلك المبيدات التي تُطبق بعد نمو الأعشاب الضارة، ما يؤثر في 3 محاصيل أساسية: الفول، والذرة، وفول الصويا. وهذا يعني أنّ تأثيرات التغيرات المناخية قد امتدت إلى الإنتاج الزراعي، ما يؤثر بدوره في الأمن الغذائي العالمي.
ووجد الباحثون أنه إذا كان الجو دافئًا قبل تطبيق المبيد، فهذا يُوفر فرصة مثالية لنمو الأعشاب، ما يؤدي إلى توفير أعداد أكبر من الأعشاب لا تستطيع المبيدات السيطرة عليها. أما في أثناء الفترة الدافئة بعد التطبيق، تزداد عملية التمثيل الغذائي للنباتات، وتصبح المبيدات أقل فاعلية أيضًا. أما في حالة الحرارة الباردة تتباطأ عملية التمثيل الغذائي، وعليه تضعف حركة المبيد داخل النبات، ما يجعلها أقل فاعلية.
توّصل الباحثون أيضًا إلى أنّ أنماط هطول الأمطار، سواء الظروف الجافة أو الممطرة، تؤثر في فاعلية مبيد الأعشاب. على سبيل المثال، في حال انتشار الجفاف قبل تطبيق المبيد بنحو 10 أيام، تتكون طبقة شمعية على أسطح أوراق الأعشاب الضارة، وهذا يصعب دخول المبيد إلى داخل النبات. أما في حال انتشار ظروف الرطوبة بعد تطبيق المبيد بـ10 أيام فهذا يعني أنّ الرطوبة تغسل المبيدات المطبقة على أوراق الأعشاب. وفي كل الأحوال، تقل فعّالية المبيد.
يرى مؤلفو الدراسة أنّ التحديات المصاحبة للتغيرات المناخية تؤثر بصورة كبيرة في قطاع الزراعة، ما يعني أنّ المزارعين في حاجة إلى اتخاذ تدابير أكثر تكيفًا مع الظروف الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالمبيدات.