تقارير وتحليلات

نشر في : 02-01-2025

تاريخ التعديل : 2025-01-02 20:04:50

آلاء عمارة

يقع القطب الشمالي في أقصى نقطة شمال الكرة الأرضية، وتحيط به العديد من الدول، وهي: كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وألاسكا، والنرويج، والسويد، وفنلندا، وروسيا، وبعض أجزاء غرينلاند، بالإضافة إلى المحيط المتجمد الشمالي.

من هذا نلاحظ أنّ القطب الشمالي يتضمّن مناطق يسكنها البشر. وهي بالمناسبة من المناطق المهددة بمخاطر التغيرات المناخية، وترتفع فيها درجات الحرارة 4 مرات مقارنة بالمعدلات العالمية لارتفاع الحرارة منذ عام 1979.

من جانب آخر، يضم القطب الشمالي أحد أكثر الأنظمة البيئية هشاشة، وتضم تلك البيئة العديد من أشكال الحياة القادرة على التكيف مع ظروف البرد القارس، لكن تأتي الأنشطة الصناعية البشرية باضطرابات غير مرحب بها. وهذا ما درسته مجموعة بحثية دولية، مستعينين بباحثين أمريكيين. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينسز" (Proceedings of the National Academy of Sciences) في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

تأثر أكثر من 5%

استخدم الباحثون بيانات الضوء الاصطناعي الليلي التي رصدتها الأقمار الاصطناعية؛ لقياس النشاط البشري في القطب الشمالي بين عامي 1992 و2013. ووجدوا أنّ نحو 5.1% من مساحة القطب الشمالي، أي ما يزيد على 800 ألف كيلومتر مربع متأثر بالتلوث الضوئي.

وكانت المناطق المضاءة التي حلّلها الباحثون من أهم مناطق النشاط البشري، وهي: منطقة القطب الشمالي الأوروبي، ومناطق استخراج النفط والغاز بالولايات المتحدة وروسيا وألاسكا. وتُشكّل المناطق المأهولة بالسكان في تلك المناطق المضاءة فقط 15%. وهذا يعني أنّ بقية الضوء تعود للأنشطة البشرية والصناعية؛ ما يزيد نسبة التلوث الضوئي في تلك البيئات القطبية الشمالية.

إزعاج الحياة البرية

يتسبّب التلوث الضوئي في الكثير من الآثار السلبية في النظم البيئية القطبية بما فيها من أشكال الحياة، فكثرة حركة البشر على التربة الصقيعية لها تأثيرات بعيدة المدى. ومن جهة أخرى، يتأثر التنوع البيولوجي، فمثلًا قد يشتت الضوء الاصطناعي بعض الحيوانات مثل الرنة القطبية على الرؤية، ما يقلّل من قدرتها على العثور على طعامها أو الهروب من مفترسيها. وكذلك يتأثر نمو بعض أنواع النباتات هناك.

على الرغم من أنّ الأنشطة الصناعية كانت جزءا مهما من حضارة الإنسان المعاصر، فإنّ تكلفتها باهظة. لذلك، من الضروري تعزيز استدامة قطاعات الصناعة بمختلف أنشطتها؛ للحفاظ على البيئات والموارد.