لطالما شكل البلاستيك تهديدًا خطيرًا على النظم البيئية بما يحتويها من تنوع بيولوجي. لكن، يبدو أنّ مخاطر البلاستيك لا تشمل فقط سطح الأرض، بل تمتد إلى الغلاف الجوي في السحاب.
وهذا ما كشفت عنه مجموعة بحثية من جامعة ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ وجدوا أنّ جزيئات البلاستيك الدقيقة التي يقل حجمها عن 5 ملليمترات، موجودة في الغلاف الجوي، في السحاب. ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية "إنفيرونمنتال ساينس آند تكنولوجي" (Environmental Science & Technology Journal) في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
انتشار
ربما صارت الجسيمات البلاستيكية الدقيقة مألوفة أكثر من الماضي لدى الباحثين والعلماء؛ فقد وجدوها في قمم الجبال وبطون السلاحف البحرية وجذور النباتات، بل في أدمغة البشر أيضًا.
والآن في السحاب، الأمر الذي حفز الباحثين للبحث في مدى تفاعلها مع النظام المناخي؛ خاصة أنّ عملية تكوين السحاب، تتأثر بالمواد البلاستيكية الدقيقة، ويمتد الأثر إلى أنماط هطول الأمطار، نمذجة المناخ، وسلامة الطيران.
تحقق
درس الباحثون 4 أنواع من المواد البلاستيكية الدقيقة، والتي تشمل: البولي إيثيلين منخفض الكثافة (LDPE)، البولي بروبيلين (PP)، بولي كلوريد الفاينيل (PVC)، والبولي إيثيلين تيريفثالات (PET). وضع الباحثون الأربعة أنواع من البلاستيك في قطرات صغيرة من الماء، ثم بردوا القطرات ببطء؛ بغرض معرفة تأثير البلاستيك الدقيق على عملية تكوين الجليد.
في الظروف الطبيعية، تتجمد قطرات المياه الجوية عند 38 درجة مئوية تحت الصفر. لكن في تلك التجربة، تجمدت القطرات التي تحتوي على البلاستيك الدقيق عند متوسط درجات حرارة أعلى بمقدار يتراوح بين 5 و10 درجات مئوية مقارنة بالأخرى التي لا تحتوي على قطرات البلاستيك.
وهنا خلص الباحثون إلى أنّ إدخال أي شيء إلى قطرات المياه غير قابل للذوبان، يجعلها تتجمد عند درجات حرارة أعلى من المعتاد. وعندما تختلط تلك المواد مع السحب، قد تؤثر في الطقس والمناخ؛ خاصة مع وجود أنواع من السحب التي تحتوي على خليط من السوائل والماء المجمد. وعندما ترتفع قطرات الماء التي تحتوي على جسيمات البلاستيك الدقيقة إلى الغلاف الجوي وتبرد؛ فهذا هو الوقت الذي يمكنها فيه أن تؤثر في أنماط الطقس وتشكل الجليد في السحب في درجات الحرارة العالية، ما يؤثر في كمية الأمطار التي تهطل.
على الرغم من فوائده العديدة، فإنّ البشر في حاجة ماسة للحد من استخدام البلاستيك؛ خاصة أنه يؤثر في حياتهم سلبًا في البيئة من حولهم.